صفوت بركات يكتب: الاستيطان الأعمق من الجغرافيا
الاستيطان الأعمق من الجغرافيا.. هو الاستيطان الذي يسبق التطبيع
قرأت كثير من التحليلات التي تعول على دور عربي في وقف الحرب، أو إنشاء دولة فلسطينية مقابل التطبيع، وهي تحليلات سفيهة وليست غبية أو لا تندرج تحت مصطلح الجهل بل ما قبل الجهل من علل كالسفه أو العته أو الجنون المطلق وعمى البصيرة فإسرائيل استوطنت المطبعين من العرب قبل أن تعلن التطبيع.
ومن هم في مساحة رمادية إلى اليوم او يروجوه مقابل دولة فلسطينية مستوطنين فعليا وقبل الإعلان عن التطبيع بالعلاقات الاستيطانية وليس الاستيطان هو ما يجرى على الجغرافيا ولكن هناك استيطان آخر فالاستيطان فلسفة ويجرى في العلاقات السرية والعقود والاقتصادات والعروش بحيث تتوقف حياة من يحاول الفكاك منه. ويصبح تكلفة الفكاك منه أعظم من تكلفة ديمومته وعلانيته.
ولهذا تعويل بعض العرب والمسلمين على ضغط أمريكي على الاحتلال ليعدل مواقفه بحسب المعلن من بيانات الدول العربية مجانين والاحتلال استغنى عن واسطة امريكا بينهم وبين العرب والمسلمين وانتقلت كل الملفات له وامريكا إذا رغبت في ملفات لم يتسنى لها اقتحامها لدى العرب فليس لديها إلا مقايضة الكيان ببعض الأثمان والغالبية جدا حتى تمر تلك المصالح مع المستوطنين من العرب.
فالكيان ينسج علاقاته باختراق الشرايين ويسبح فيها ويملك سدها أو تجلطها أو مرور الدم فيها وليس أدل على هذا من القطاعات الاقتصادية في دول الاستيطان العربية والذي استوطنوا بمعاهدات سلام أو اتفاقيات اقتصادية تسمح له بموت ملايين من البشر في يوم وليلة لو نقض تلك المعاهدات كالغاز والماء عن مصر والأردن أو خلى بين كثير من حصون العروش وشعوبها.
وما يجعل الاستيطان إلى اليوم خاضع لبرتوكول وضعه المؤسسون له يتعامل مع الدول بدبلوماسية الأقران أو الأنداد علانية وتحت الطاولة فعليا ببروتوكول السيد مع العبيد لأن الخريطة لم تكتمل بعد وبعد تطويق جغرافيا الكيان سينتقل لبروتوكولات الأسياد والعبيد علانية. وعندها يفتضح التاريخ والواقع وتدرك الأجيال اللاحقة حجم الخيانة التي وقعت وعندها تصح تصوراتهم عن الواقع والتكلفة المراد تحملها لنيل حريتهم وسيادتهم من جديد.
تابع قناة جريدة الأمة الإلكترونية في يوتيوب
تابع قناة جريدة الأمة الإلكترونية في واتساب