أقلام حرة

د. عبد الآخر حماد يكتب: شريعة الغاب

فشل مجلس الأمن يوم الثلاثاء الماضي في إصدار قرار يطالب بوقف الإبادة الجماعية والمجازر الرهيبة التي ترتكب ليل نهار في حق المدنيين العزل على أرض فلسطين المباركة، وذلك برغم ما نراه من رفض غالبية المجتمع الدولي لهذا العدوان الهمجي الغاشم: دول الاتحاد الإفريقي برمتها ( 55 دولة)، والشعوب العربية والإسلامية ،ومحكمة العدل الدولية، والجمعية العامة للأمم المتحدة، كل أولئك يطالبون بوقف هذا العدوان الظالم .وغالبية دول الغرب شهدت مظاهرات شعبية حاشدة ضد هذا العدوان.

وقد صوتت 13 دولة من أعضاء مجلس الأمن (منها فرنسا وروسيا والصين) لصالح مشروع القرار المشار إليه، ولكن لأن دولة البغي والعدوان راعية الإرهاب العالمي (أمريكا) لا تقيم وزناً لدماء العرب والمسلمين، فإنها استعملت حق الفيتو الجائر لإفشال ذلك المشروع، بينما امتنعت ربيبتها بريطانيا عن التصويت.. وتلك هي مدنيتهم وحضارتهم وحقوق إنسانهم التي يتشدقون بها.

ووالله ليست هذه حضارة ولا مدنية، وإنما هي شريعة الغاب التي يأكل فيها القويُّ الضعيفَ، بل إن في بعض وحوش الغابة من الرحمة والرأفة ما ليس في قلوب هؤلاء المجرمين.

ثم بعد ذلك نرى من بني جلدتنا من يلوم أصحاب الأرض في الدفاع عن أرضهم والتصدي لعدوان المعتدين..

يا قومنا: هؤلاء أناس لا يعرفون إلا لغة القوة، ولا يفلح معهم إلا سلاح الجهاد والاستشهاد. فإن لم تكونوا من أهل ذلك، فلا أقل من أن تتركوا غيرَكم يتحمل هذا الواجب عنكم:

أَقِلُّوا عليهمْ لا أبًا لأبيكُمُ  ** مِنَ اللَّوْمِ أو سُدُّوا المَكَانَ الذي سَدُّوا

د. عبد الآخر حماد

10/ 8/ 1445هـ- 20/ 2/ 2024

د. عبد الآخر حماد

عضو رابطة علماء المسلمين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى