“هل أنبأتك نسائمُ الأسحارِ”.. شعر: د. ناهد الديب (رحمها الله)
هل أنبأتك نسائمُ الأسحارِ
عما حواهُ الدهرُ من أسرارِ !!
أم أكْـبَـرَتْـه وقطَّعتْ أخبارَها
أن راودته لواحظُ الأنظارِ !!
أتُرى الشموسُ بوجههِ قد أُسْرِجت
أم زاحمتها غَـيْرَةُ الأقمارِ !!
أترى الجوارح فيكَ دبَّ حنينُها
أم هيّجتها زفرة التذكارِ !!
هل رقَّ سمعك في الكتابِ بذكرهِ
وغشت فؤادك قِبلة الأنوارِ ؟!
أَوقفتَ مثل الطفلِ تبكي نادمًا
والعمر بين يديك سِـتْـرٌ عــارِ ؟!
أَجَرتْ دموعك رغم حزمك أبحراً
من غير ما خجلٍ ولا أستارِ ؟!
أعلا نشيجك والكلام مُغَيَّبٌ
في الصمت بين سوالف الأعذارِ؟!
أَنَفضَّـتَ عن كَتِفَـيْـكَ هَمـَّك لائـذًا
من غُصـَّةِ الأيامِ والأكدارِ؟
من فتنةٍ تدَعُ الحليمَ مُحَـيَّــرًا
خجلان يكتمُ حاله ويواري!
أَمِنَ الهوان عليك ربي ما نرى
أَهـوَ القضاءُ وحكمة الأقدارِ ؟!
إن لم نكن أهلا لنصرك ربنا
فارحم عبيدك من رُغام العـَارِ
هيِّيء لنا أمرًا لرشدك يهدنا
بهُدَى الكتابِ وشرعة المختارِ
ليعود شهر النصر يرسم خطونا
ويردنا أملاً وفجرَ نهار
ويلمُّ من شعثِ الدروب شتاتنا
لنعيدَ وَهْجَ العزِّ والثوارِ
إنا على وعدٍ بنصرك والذي
بين الدجى والفجر “ليلُ السارِ”!