“أنسامُ رمضان”.. شعر: ياسر إبراهيم
يـا لــيـالي الخــيـــرِ عُـــودي
حقــقـي مـعـنى وجــــودي
أيقــظــيني من سُــــــبـاتي
فـلـكَــم طـــــــال رُقـــودي
ولـكَم ضــاعـت حيــــــاتي
خـلفَ أوهــــامِ الــوعُـــــودِ
فـقــطــارُ العُـــمـرِ يَمضِي
نَــحــوَ آفــــاقِ الـــخُـلــــــودِ
وأنــــا صِـــفـــرُ الأيـــــــادي
هـــائـــم ٌ في كلِّ بــِـــــيــــــــدِ
مـــا تــــزوّدتُ بتـــــــــقـــوَى
أو بــصــدِقٍ في الــعُـــهُــــودِ
مـــا تـــرفقـــتُ بــقـــلــــــــــبٍ
سُـــقــــتُــه نـحــوَ الجُــــمُــودِ
فــانــثـنَى يــــلـهُـــــــــــو مَـليًّــا
نــاسِـــــيــا يـــومَ الــوعِــــيــــدِ
*****
يـا لــيـالي الخــيـــر عـــودي
حــطِّــمِــي عنــي قـــيُـــــــودي
واســبــحِــي بالــــرُّوحِ تسـمُو
فـــوقَ أدرانِ الصــــعـــيــــدِ
وارفــعِــــــــــيني لـســــمــــــــاءٍ
طـــيـرُهـــا حُــلــوُ النـــشــــيدِ
قــربيـــــني من إلــــهــــــــــــي
بــدُعـــائي في ســــجُــــودي
عـَــلَّنــي بالــقـُــــــربِ أحظَــى
بِـــرِضــــــــــــــــا ربٍ ودودِ
فــــهـــو رحمــــــنٌ رحــــيــــمٌ
جـــابـــرٌ كــســــرَ الــعـــبـيــــدِ
حــينَ نــــأتـــيــهِ بـــــــــــــذُلٍ
سـوفَ يـــعفـــو عن جحُـــودِ
فـــإذا بالقــلب يـــحـــــــــيــا
في نَــــدَى الــعيْـشِ الــحـمـيدِ
*****
يـا لـيـالي الـخـيــرِ عُــودِي
بـفــيــُـوضٍ من سـعـُــــودِ
وامــلأي الـقـلبَ عـــبيـــراً
من ريـــاحِـــين الـخـــُـــلُــودِ
حـــَــلِــقــي بالـرُّوحَ تـهـفـُـو
لــيـَـــنــابِــيعِ الـــمـــــــزِيـــــــدِ
فـاغـمســيهـا في جِـــــــــنــانٍ
وِردُهـــا غــيـــرُ بــــعــــــيــــدِ
عَــلَّـــهـــا للـحـــَقِّ تَـمـــضِــي
في ثـَــــــــباتٍ وصُـــــمُـــودِ
لا تُــعــوِّقـــهــا الأمـــــــــانــي
عن رُقــــــيٍّ أو صُـــــعـــُــودِ
لا تُــروِّعـــهــا الـــرَزايــــــــا
من ذوِي بـَـطــشٍ شــــــــــدِيدِ
*****
يـا لـيـالي الـخــــيــرِ عُــودِي
رَتِـــلِـــي لَـحـــنَ الــوُجُـــودِ
وامنــحِـي الــنــــفسَ سـلاما
من هُـــدَى الـوحـيّ الـمجـيـدِ
إنّــه الـقُــــرآنُ يــهـــــــــــــدِي
نَـــحـــوَ منــهــاجٍ رشـــــــيدِ
لَــــو جــعـــلـــنــاهُ إمـــامـــًا
قـــادَنــــا نــحـــوَ الــخُـــلُـــود
*****
ولـــيـــالي (الـعـشــرِ) فـيـها
كُـــلُّ إحـســـانٍ وجُــــــــودِ
لـــيــلـة (الـــقَــدْرِ) تــجـَـلّــت
بَـــيـنَ أنـــــوارِ الـشُّـــهُـــودِ
كُـــلُّـــهـــا عَـــفــوٌ وعِـــتـــْــقٌ
وســـــــــــــــــــلامٌ للــعَــــبــيـدِ
مَــن يــفــُـز بالــخــيــر فــيهــا
فــــازَ بالـعـيْــشِ الـســَّـعـِـيدِ
فـامـنــحِـــيــنا من ســـــــــناهـا
نـعــمَــةَ (الأجـــــــرِ) الـمَـدِيـدِ