الخميس أكتوبر 10, 2024
أقلام حرة

ضياء قدور يكتب: النظام الإيراني يزيد مبيعات الأسلحة إلى السودان

مشاركة:

أفادت تقارير أن النظام الإيراني يرسل طائرات بدون طيار هجومية إلى الجيش السوداني، وهي خطوة يمكن أن تؤدي إلى تصعيد الحرب الأهلية في البلاد ومنح طهران موطئ قدم استراتيجي في البحر الأحمر.

علاقات متجددة ومخاوف متجددة:

يأتي هذا التطور في الوقت الذي تعيد فيه إيران إقامة العلاقات الدبلوماسية مع السودان بعد انقطاعها عام 2016. السودان، الذي كان يسعى في السابق إلى إقامة علاقات أوثق مع الغرب، شهد تعثر تقدمه بسبب الحرب الأهلية المستمرة فيه. وفرضت الولايات المتحدة، بسبب مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان، عقوبات على كل من الجيش السوداني (SAF) وقوات الدعم السريع المتمردة (RSF).

طائرات بدون طيار للقوات المسلحة السودانية:

يزعم المسؤولون الأمريكيون والعرب أن إيران بدأت في تزويد القوات المسلحة السودانية بطائرات بدون طيار هجومية في الأشهر الأخيرة. ومن المتوقع أن تساعد هذه الطائرات بدون طيار القوات المسلحة السودانية في مواجهة هجمات قوات الدعم السريع واستعادة السيطرة على الأراضي المفقودة.

ما وراء ساحة المعركة:

يعتقد المحللون أن دوافع إيران تمتد إلى ما هو أبعد من مجرد مساعدة القوات المسلحة السودانية. وهم ينظرون إلى هذه الخطوة على أنها محاولة لإنشاء حليف إقليمي جديد وكسب النفوذ في البحر الأحمر، وهو ممر مائي استراتيجي للتجارة العالمية.

ديجا فو في البحر الأحمر:

تعكس هذه الاستراتيجية دعم إيران للمتمردين الحوثيين في اليمن، الذين استخدموا طائرات بدون طيار مقدمة من إيران لاستهداف السفن في البحر الأحمر، مما أدى إلى تعطيل طرق التجارة. ومن الممكن أن يؤدي سيناريو مماثل في السودان إلى تهديد الشحن الدولي بشكل أكبر وإثارة مخاوف الولايات المتحدة وحلفائها.

بناء التحالفات، تأجيج المخاوف:

ويحذر المحللون من أن إيران قد تستخدم نفوذها في السودان لبناء ميليشيات متحالفة معها، وهو ما يعكس تصرفاتها في العراق وسوريا واليمن. وقد يؤدي ذلك إلى زيادة زعزعة استقرار المنطقة وتمكين الجهات الفاعلة التي تتحدى مصالح الولايات المتحدة وحلفائها.

الخطاب الرسمي والنوايا غير الواضحة:

وفي حين رحبت كل من إيران والسودان رسميًا بتجديد علاقاتهما الدبلوماسية، إلا أنهما لم يعترفا علنًا بأي تعاون عسكري. ومع ذلك، فإن التبادلات الدبلوماسية الأخيرة بينهما تشير إلى وجود علاقة أوثق.

مستقبل غامض للسودان والبحر الأحمر:

يثير تورط إيران المتزايد في الصراع السوداني مخاوف بشأن نفوذها المتزايد في البحر الأحمر. وقد يكون لهذا عواقب وخيمة على الاستقرار الإقليمي، والتجارة الدولية، وتوازن القوى في الشرق الأوسط. ويظل الوضع مائعاً، والزمن وحده هو الذي سيحدد كيف ستتطور هذه التطورات في المنطقة المضطربة بالفعل.

Please follow and like us:
ضياء قدور
كاتب وباحث سوري، مختص في الشؤون الإيرانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *