الخميس أكتوبر 10, 2024
أقلام حرة

صواريخ الملالي لا تهدد سوى العرب؛ رأس الأفعى في إيران؟

د. محمد الموسوي يكتب: أفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح (32)

مشاركة:

هل تهدد أسلحة وصواريخ الملالي أحداً غير العرب؟

هل هناك أمر استراتيجي وراء توقيتات صواريخ سفينة الحرس بعيدة المدى التي أُطلِقت بالأمس من خليج عمان وأسقطت في الداخل الإيراني؟ ولماذا لم يتم تجربة هذه الصواريخ في سوريا أو العراق مثلاً بالاتفاق مع كلا الأضحوكتين في دمشق وبغداد إن كان لهذه الصواريخ أي بعد استراتيجي؟

لا تزال بالوناتهم ومفرقعاتهم تتطاير من هنا وهناك.. تحمل الشعار وتطمئن الهدف.. وتنطلق من جوار الأصدقاء وتنفجر بين الأهل والأصدقاء، ويبدو أن صواريخ الملالي مصابة بالعمى أو أنها ذكية تتعامل بمراوغة حينما يتعلق الأمر بهدف من أهداف الشعارات التاريخية.. لكنها أي الصواريخ قد تعرف طريقها جيدا إلى الهدف إن كان في دولة عربية كما حدث في العراق وسوريا على سبيل المثال

لديهم ما ينفقونه على السلاح النووي وقدراتهم الصاروخية وميليشيات الإرهاب والمخدرات.. وعندما يتعلق الأمر بالأوضاع المعيشية للشعب الإيراني يبكون ويندبون ويشكون من العقوبات الدولية.. ولما لا ينفقون على التسليح والصواريخ طالما مليارات عمهم بايدن موجودة.. تلك المليارات التي لم يكن لها أي أثر على معيشة الشعب وأسعار المواد الغذائية وأوضاع الخدمات والرعاية بشكل عام.

يقول ملالي السوء أنهم أطلقوا صواريخ باليستية بعيدة المدى من سفينة حربية تابعة لما يسمى بـ الحرس الثوري في إطار تجربة صاروخية جديدة حيث قال تلفزيون الملالي الذي بث الخبر مستعرضا إياه أنه تم أطلاق صواريخ باليستية بمدى 1700 كلم من سفينة تابعة للحرس الثوري أثناء تواجدها في خليج عمان.. وبالطبع لم يفوت الحرسي حسين سلامي الفرصة لإرسال رسائله وتلميحاته التي لابد لها وأن ترافق مفرقعاته التي لا تتحول إلى قوة تدميرية إلا إذا تعلق الأمر بدول عربية، ويقول حسين سلامي حول هذه العملية لقد أطلقنا صاروخاً باليستياً بعيد المدى من سفينة بنجاح، وإن سفننا بمقدورها أن تكون في أي مكان في المحيطات، وما معناه أن صواريخهم ستهدد أمان كل من يريد أن يهدد أمن الملالي، ويبدو أن أحداً لم يهدد أمن الملالي حتى الآن ولم يقتل قادتهم ولا علمائهم ولم يسرق مستودع أرشيفهم النووي.. لا لم يفعل ذلك أحداً.. لكن العرب الذين لم يفعلوا أي شيء يُغضِب الملالي قد يكونون أهدافا مؤكدة لهذه الصواريخ التي لديها حساسية فائقة من العرب واساميهم ومدنهم وأفكارهم وربما حتى نواياهم.

أعلن الحرس أيضاً بهذه المناسبة أن تجربته الصاروخية كانت مناورة القصد منها محاكاة هجوم بصواريخ أرض – أرض على قاعدة بالماخيم الجوية الإسرائيلية جنوب تل أبيب والتي هي قاعدة الاستقبال الرئيسية لطائرات إف – 35 التابعة” للجيش الإسرائيلي بحسب النص الذي أورده تلفزيون الملالي.

ما سر توقيتات ومكان إطلاق واستقبال هذه الصواريخ، وهل يجرؤ الملالي على إطلاق هذه التجارب الصاروخية من البحر المتوسط إلى عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة أو حتى الأراضي السورية المجاورة لها.. وفي كل الأحوال ستكون أراضي وسيادة الدول العربية من أقرب الأهداف المحتملة لهذه الصواريخ وهذه التصريحات المبهمة.. وللحديث بقية.. وإلى عالم أفضل.

مشاريع الملالي الصاروخية والنووية تهديدا للعرب ودول الجوار؛ رأس الأفعى في إيران؟

عندما يكون الوجود في المنطقة مهدداً كلياً من قبل نظام عبثي لا تحكمه ثوابت وضوابط الدول، وتحكمه لغة القوة والعنف والمساومة والابتزاز وخطاب وجوده خطاب الطائفية والعنصرية والطائفية وينتهج نهجاً إستعلائياً توسعياً متغطرساً، ولغته الحيلة والخداع والمناورة؛ إذن نحن أمام وباء يستحق استنفار القوى والجهود والطاقات، وفي حال كان هذا النظام نظام الملالي الذي يريد تعميم مبدأ ولاية الفقيه وفق طريقته على المنطقة فإننا أمام حقيقة تمت تجربتها ومعايشتها بشكل يكفي للتوجه الفوري نحو ردعه واحتواء وتحييد مخاطره.. هذا إن لم نسعى إلى القضاء عليه أو دعم الساعين إلى القضاء عليه وتغييره، وبعد عدة محاولات للعرب الساعين إلى التطبيع مع ملالي ولاية الفقيه في إيران على الرغم من احتلالهم لأربع دولٍ عربية فشلت مساعي التطبيع حيث لم يفي هذا النظام بتعهداته ولم يحترم سيادة الدول التي طبعت معه، فشلت كل المساعي وستفشل هي وما سيعقبها من محاولات ولن يفلح مع هذا النظام أي كي وسنعود إلى المربع صفر إلى رأي الخبراء التي تتفق مع مطالب الشعب الإيراني المنادية باستئصال النظام من جذوره وإحلال بديل يصلح لخلق حالة من الاستقرار الداخلي يتبعها تلقائيا استقراراً وسلماً إقليمياً.

بالأمس صواريخ بحرية بعيدة المدى تمت تجربتها في بحر العرب بمحيط الدول العربية وترسانة ضخمة من صواريخ أرض – أرض متوسطة وبعيدة المدى، ومسيرات انتحارية بلغ انتاجها حد التصدير الفتاك وتلبية حاجة الحروب، وميليشيا الحرس غير النظامية ذات العقيدة المتطرفة وقوامها قرابة نصف مليون مقاتل قبل التعبئة الحربية بكامل تشكيلاتهم وتجهيزاتهم البرية والجوية والبحرية ومثلهم أيضاً خارج إيران وتعمل هذه الميليشيا كدولة كاملة داخل الدولة ولا تعترف بسلطة أحدٍ سواها داخل إيران وخارجها وذات موارد مالية عالية ومتنوعة وقدرات اقتصادية فائقة، وجيش نظامي تعبوي كامل الصنوف والتجهيزات والخدمة فيه إلزامية وفق قوانين التعبئة والتجنيد ويخضع أيضا لتدريب وتدخلات الحرس، وأنظمة استخبارية متنوعة وبسلطات مختلفة ومستقلة وبحجم وزارتين داخل الدولة الواحدة وبتمويل غير محدود ونشاط مباح في شتى بقاع العالم وهناك أحداث شواهد على ذلك.. وكل ذلك تدعمه فتاوى تتلحف بالدين في ظاهرها وفي حقيقتها أجاركم الله، وميليشيات وأذرع خارجية متنوعة الاختصاص تدعم كل هذا وذاك قبل أن يصلوا إلى مرحلة إعلان القدرات النووية.

  مشاريع الملالي الصاروخية والنووية تهديدا للعرب ودول الجوار

أكثر من عشرون عاماً على احتلال العراق وهيمنة ملالي إيران عليه كليا كانت كفيلة لإسقاط ادعاءات نظام الملالي وتعرية شعاراته وفهم حقيقته خاصة بعد هدمه العراق وسوريا ولبنان واليمن واستهدافه لباقي الدول العربية وتهديده لوجودها خاصة في ظل خضوع قوى مسلحة وأمنية بالكامل لسياسة وتوجهات الملالي التوسعية التي لن تستخدم السلاح والصواريخ لتعزيز سيادة هذه الدول بالطبع بل لتركيعها وابتلاعها، كذلك لن تكون مشاريع ملالي إيران النووية داعمة للعرب ولا للدول المجاورة فدولة ذات روابط تاريخية مع إيران مثل أذربيجان لم تسلم من عدوان الملالي وكذلك أفغانستان وباكستان في حين تربط الملالي علاقة تعاون مع أرمينيا، وحتى المشاريع النووية السلمية لدى الملالي لن تكون أيضا لخدمة دول الجوار بل لاستنزاف مواردهم المالية والاقتصادية كما حدث مع العراق في موضوع الطاقة حيث استنزف الملالي العراق مالياً وقاموا بمساومته أمام تلبية جانبٍ من احتياجاته من الطاقة بعد أن عمدوا إلى تدمير مشاريع الطاقة في العراق، وسيختلف الأمر تماماً بعد امتلاك الملالي للسلاح النووي.. فهل نحن مستعدون لإنقاذ أنفسنا.. وللحديث بقية.. وإلى عالم أفضل.

د. محمد الموسوي / كاتب عراقي

Please follow and like us:
د. محمد الموسوي
كاتب عراقي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *