صلاح الإمام يكتب: مع الحشاشين (6)
انتهى المسلسل الطريف والذي كان -في رأيي- مجرد مشاهد متراصة تفتقد للخط أو الخيط الدرامي الذي يربطها طبقا لأبسط قواعد الدراما..
المسلسل بعدما انتهت حلقاته أستطيع أن أقول أنه فعلا (أباطيل) مستوحاة من التاريخ لشخص عن أسوأ الأشخاص في تاريخ الأمة الاسلامية وهو حسن الصباح الذى ادعى حيازته مفتاح الجنة!
في المسلسل نجد أن السلطان السلجوقي ملكشاة يلتقي الصباح بعد وفاة الخليفة المستنصر ويظل ملكشاة بعدها سنوات يحارب الصباح رغم أن ملكشاة مات في نفس العام الذى مات فيه المستنصر (1094م)!
بركياروق كان عنده 13 سنة عندما تولى السلطنة وخاض صراعا دمويا مع أشقائه (محمد ومحمود وسنجر) ووقعت بينهم حروبا.. تخيلوا أن الدولة السلجوقية كان يتنافس على عرشها مجموعة من الصبية من ورائهم نساء وجواري ووزراء وقادة بالجيش ودارت صراعات محزنة اختزلها المسلسل في مشهدين فقط.. مشهد الاختلاف وبعدها مشهد الصلح(!!) وكان وزراء بركياروق هم أولاد الوزير نظام الملك الذي قتله رجال الصباح..
تعالى نشوف مشهد زي وقوع حمامة أمام السلطان ويكتشف في رجلها رسالة من الصباح الى الوزير الخائن.. فهذا مشهد عبثي جدا لأن نظام حركة الحمام الزاجل ونقله للرسائل يخضع لقواعد من حيث نقطة الانطلاق ثم نقطة الوصول وخط السير، كما أن الرسائل لابد أن تكون مشفرة، ولم يثبت أن الصباح جند وزيرا للسلطان بركياروق من رجاله وأن الوزير نجح في قتل أخلص رجال السلطان.. كل هذا خيال ولو وقفت أمام كل مشهد سأكتب عنه قصة لأنه تقريبا ليس فيه من حقائق التاريخ إلا بعض أسماء وما نسب لهذه الأسماء من أفعال جلها من إبداع الكاتب..
في سنة 2016 أنتجت الدراما الجزائرية مسلسلا ضخما باسم (سمرقند) مأخوذ من رواية بذات الاسم للأديب اللبناني أمين معلوف.. وقام بدور حسن الصباح في المسلسل الممثل السوري عابد الفهد وكانت أحداث المسلسل تظهر عالمين مختلفين في تلك الفترة الزمانية.. عالم النساء والجواري والرقص والغناء والخمر والحساء ويمثله عمر الخيام، وعالم التشدد والضلال والقتل والدماء والدمار ويمثله حسن الصباح!!
هكذا كانت أحداث الرواية.. دراما حقيقية مستوحاة من التاريخ وليست عبثا لا يستند حتى لقواعد العبث المتعارف عليها..
ومازال للحديث بقية..