السبت سبتمبر 21, 2024
مقالات

د. جمال أبو حسان يكتب: ماذا علمتنا غزة

خاضت غزة حربا لم يشهد العالم لها مثيلا عبر تاريخه، من تكالب دولا عظمى تتبعها دول تسير في فلكها كلها تجمعت على حرب فئة مسلمة مؤمنة، استطاعت بفضل الله رغم قسوة هذه الحرب استطاعت أن تعري العالم كله، وتكشف عن سوءاته وخباياه، وتظهر نواياه بشكل لا يخفي على ذي عينين،

ولذلك علمتنا غزة دروسا كثيرة نقتطف منها بعضها هنا:

1- تعلمنا من هذه الحرب أن الدولة الوحيدة في العالم التي تستحق أن يقال عنها حرة هي دولة غزة، التي سيبعثها الله من جديد لتحرر العالم الغربي والعربي من أوزار العبودية التي هم فيها.

2- علمتنا غزة تعليما عمليا حقيقيا أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، وعلمتنا أيضا أن من اعتز بغير الله ذل.

3- علمتنا غزة أن على المسلمين أن يعرفوا حقيقة أمريكا وأنها العدو الأول للإسلام والمسلمين، وأن هذه الدولة المارقة لن تتخذ قرارا يوما ما لنصرة المسلمين تحت أي ظرف، وأنها تتعامل مع العالم على أنه يجب أن يكون خادما للصهيونية البغيضة، وأن على الدول العربية والإسلامية بالخصوص أن تركع أمام الصهاينة لتحقيق وعود كاذبة، ساقها كتّاب التوراة والإنجيل، وأرادوا من خلالها السيطرة على العالم.

4- علمتنا غزة أن دولا كبيرة مثل الصين وروسيا وإن كانت دولا تسمى بالعظمى، إلا أنها اليوم عاجزة عن الوقوف أمام العجوز الأمريكي الذي يوشك أن يقع، وعلمتنا أيضا أن هذا التقسيم للدول هو تقسيم هلامي مراد به تخويف العالم.

5- علمتنا غزة أن المنظمات الدولية ما هي إلا كيانات صغيرة لتحقيق رغبات الدول التي تسمى بالكبرى، وأن من عملها وهدفها تسكين الشعوب المقهورة حتى لا تثور، وذلك بالقرارات التي لا يمكن تنفيذها أو التي لا تأخذ صفة الإلزام للدول المارقة، يعني كله ضحك على اللحى.

6- علمتنا غزة أن المنظمات الشعبية والإنسانية التي لم تصنعها الدول، هي أيضا عاجزة عن تحقيق ما تريد، وأن كل ما تريد ينبغي أن يخضع لأهواء الدول المسيطرة، وأنه ليس عند هذه المنظمات من القوة ما تستطيع به خدمة الإنسانية بانعزال عن رغبات الدول الاستعمارية.

7- علمتنا غزة أن نصر الإسلام والمسلمين لن يكون بالارتماء في أحضان دول الكفر، مهما وعدوا، وما وعودهم إلا من باب تسكين الغليان الشعبي في بلاد المسلمين، وهذا الغليان أوشك أن يفجر الإناء الذي هو فيه وسيكون قريبا.

8- علمتنا غزة تعليما عمليا وليس نظريا أن الجيوش العربية لم تصنع لحماية الإسلام ولا لحماية الأوطان، وإنما صنعت لقمع الشعوب العربان.

9- علمتنا غزة أن كثير من الساسة العرب والمسؤولون قد شاركوا في جريمة الاعتداء على غزة، إما بالسكوت وإما بالإمداد الفعلي للصهاينة بما يحتاجونه ولو على حساب الشعوب العربية.

10- علمتنا غزة أن معظم الدول العربية ليست إلا دولا هلامية لتحقيق أغراض من كونها، وأنها أعجز ما يكون عن أن تحقق شيئا لذاتها أو لشعوبها.

11- علمتنا غزة أن كثيرا من الدول العربية التي تتغنى بما تسميه الاستقلال كل عام، لم تشم رائحة الاستقلال بعد، ولن تشمها مادامت بهذا الحال الذي هي فيه.

12- علمتنا غزة أن الشعوب المسلمة قد وضعت رقابها في أيدي أنظمة تأتمر بأوامر الغرب، واستطاعت هذه الأنظمة تدجين الشعوب ومنعها من أي حركة، لذلك جرى من الشعوب أنها في غالبها عجزت عن فعل أي شيء إلا بالصراخ والعويل وكثرة الرجاء والامنيات.

13- علمتنا غزة أنه يجب على الشعوب العربية أولا أن تتضافر وتجتمع وتتعاون فيما بينها لتحقيق الأهداف المرجوة منها، وأن لا تبقى تضيّع وقتها في انتظار الأنظمة العربية لتحقق لها ما تريد، لأن هذه الأنظمة لن تحقق شيئا مما تطمح غليه الشعوب.

14- علمتنا غزة أن في الأمة رجالا كثيرا لو رفعت عنهم القيود لحرروا الوطن العربي كما تحررت غزة.

15- علمتنا غزة أنه لا وصول للحرية ولا لأي شيء نافع في بلاد المسلمين إلا بعد كسر القيود والأغلال التي وضعت على رقابهم.

16- علمتنا غزة أن الأمة الإسلامية لن تقوم لها قائمة إلا بدين الإسلام، وعلى دين الإسلام، وذلك بالرجوع إلى الاستسلام لكلام الله تعالى، وتحكيم كتابه في دنيا الناس.

17- علمتنا غزة أن على العلماء أن يكونوا في طليعة الشعوب من أجل حريتها وحرية الإسلام ليصل إلى قلوب الناس جميعا، وأن عليهم أن يتحملوا في سبيل تحقيق هذا الهدف السامي، وأن لا يتراجعوا عنه مهما قست عليهم الظروف.

18- علمتنا غزة أن كثيرا من أبناء المسلمين قد غشّى الضباب على أعينهم فاختلط الحق بالباطل في أفكارهم وسلوكياتهم، وأن على العلماء أن يجدّوا في إصلاح الصفوف الداخلية قبل التفكير بأي شيء آخر.

19- علمتنا غزة أن الحرية لا بد لها من ثمن كبير، وصدق أمير الشعراء يوم قال:

وللحرية الحمراء باب ……… بكل يد مضرجة يدق

اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب