الأمة| كشف الدكتور خليل الحية، نائب رئيس حركة المقاومة الإسلامية «حماس» في غزة، عن التنازلات التي قدمتها الحركة في المفاوضات مع الاحتلال الصهيوني لوقف العدوان على القطاع بشكل نهائي وتبادل الأسرى.
الصفقة الأولى
وفي مداخلة مع فضائية «الجزيرة» القطرية، قال «الحية»، إن إن الحركة دخلت في المفاوضات منذ شهر نوفمبر الماضي وتمت الصفقة الأولى في الهدنة الأولى نهاية نوفمبر أوائل ديسمبر وتم بموجبها الإفراج عن أكثر من 115 أسير من النساء والأطفال والأجانب لكن الاحتلال هو عاد وبدأ باستمرار العدوان.
وأضاف أن مطالب الحركة الآن واضحة وجادة إذ أنها تطالب بوقف إطلاق نار بشكل دائم والانسحاب الشامل من كافة قطاع غزة للقوات الصهيونية المحتلة والذهاب بصفقة تبادل جادة يتم بموجبها الإفراج عن جميع الأسرى الصهاينة الأحياء والجثامين لدى الحركة بمقابل ذلك يتم الاتفاق على خروج آلاف الأسرى الفلسطينيين من السجون الصهيونية.
وأوضح أن المقترح الأخير الذي قدمته أمريكا بتعديل على المقترح الإسرائيلي لم يكن يلبي هذا الغرض ولا يضمن وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن أمريكا إذا ضمنت بالحديث مع الوسطاء المصريين والقطريين بالوصول إلى وقف إطلاق النار فالحركة ترحب بذلك وجادة لتبادل الأفكار والمقترحات حتى يتم الوصول إلى الهدف من المفاوضات بوقف دائم للحرب وتبادل الأسرى وإعادة الإعمار.
وشدد على أن حماس لا تريد الاحتفاظ بما لديها من الأسرى الصهاينة وجاده للإفراج عنهم ضمن توافق ومفاوضات جادة تنتهي في غضون فترة زمنية محددة وجادة.
حقيقة وجود مفاوضات
وعما إذا كان هناك مفاوضات في التوقيت الحالي، أكد «الحية»، أن الحركة استلمت في نهاية شهر رمضان الموقف الإسرائيلي الذي وافق على التعديل الأمريكي وتم تسليم موقف الحركة في يوم 13 أبريل الجاري وتنتظر الرد على موقفها من قبل الاحتلال والوسطاء لكن للأسف الأمريكان أصدروا مواقف مستعجلة حكمت على موقف حماس.
وأكد أن الحركة لم تتسلم ردًا إسرائيليًا حتى الآن على موقف حماس بالرد على المقترح الأمريكي في نهاية شهر رمضان الماضي، والحركة منفتحة على كل المبادرات التي يمكن أن توصلها إلى وقف دائم للحرب وتبادل لجميع الأسرى في الطرفين.
تنازلات قدمتها حماس
وعن أبرز النقاط العالقة في المفاوضات، قال إنها تتمثل في التعنت والرفض الإسرائيلي للاستعداد لوقف دائم لإطلاق النار ولم يقدموا أي ضمانات على ذلك ولا يمكن لحماس أن تعقد صفقة دون أن يتم بوجبها مع الضمانات وقف دائم للحرب.
وأكد أن الحركة قدمت تنازلات كبيرة في المفاوضات استجابة لمطالب الوسطاء ومرونة من حماس لاتمام الصفقة، مضييفًا: «عقدنا صفقة عام 2011 تم إطلاق سراح الجندي شاليط مقابل 1102 أسير وأسيرة من سجون الاحتلال وفي نهاية المرونة بالمفاوضات الأخيرة قالت الحركة إنها تريد مقابل كل جندي ومجندة 500 من الأسرى داخل سجون الاحتلال لكن مرونة من الحركة واستجابة لمطالب الوسطاء فتم التنازل باستبدال كل مجندة بـ50 من الأسرى في سجون الاحتلال بينهم 30 من المؤبدات و20 من الأحكام المرتفعة».
ضمانات دولية
وأضاف أن الإشكال الواضح ليس في تبادل الأسرى والأرقام ولكن الإشكال الحقيقي يتمثل في عدم قبول الاحتلال بوقف إطلاق النار بشكل نهائي والانسحاب الشامل من قطاع غزة، وإذا جلب أحد من الوسطاء بأن الاحتلال يريد ذلك سنقبل على ذلك وما زالت المفاوضات لم تنتهي.
وعن الضمانات المطلوبة، أوضح أن الناس عندما يختلفون يعقدون اتفاقًا مكتوبًا ويشهد عليه الوسطاء ومن بينهم مصر وقطر ومعهم الأمريكان والأتراك ودولة كبيرة مثل روسيا لكن كلما نعرض ذلك يعود الاحتلال بوضع قطر ومصر وأمريكا لكن حماس تريد ضمانة دولية حقيقية لهذا الاتفاق تلزم الاحتلال بالشروط والضوابط.