“الذكاء الإصطناعي..واقع وتحديات”..كتاب يناقش المخاطر المتوقعة للرقمنة
الأمة : يؤكد المهندس مهدي حنا في كتابه “الذكاء الاصطناعي.. واقع وتحديات” الصادر حديثا في طبعته الثانية عن “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن، على أن عصر الذكاء الاصطناعي يبشر بعالم تُتخَذ فيه القرارات بثلاثة مستويات أساسية هي :
من قِبل البشر “وهو ما تعودنا عليه”، من قِبل الآلات ” والتي أصبحنا نتقبلها نوعاً ما مع التطور في العلوم والبرمجيات”، والتعاون بين البشر والآلات “وهذا هو الجديد وغير المألوف حتى الآن”.
ويرى م.مهدي حنا أن الصراع العالمي الآن يتمحور حول من يستطيع أن يهيمن على تلك العلوم ليكون قادراً على التحكم في الحياة البشرية على وجه الكوكب، وهذا سيؤدي إلى تغيرات على الحياة الاجتماعية والسياسية بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ الإنساني.
وخاصة بعد سيطرة الفضاء الإلكتروني على عالمنا اليوم وما احدثته التكنولوجيا من تغيراًت في نمط الحياة اليومي الروتيني وفي سلوكيات البشر بحيث أصبح الإنسان أكثر انكفاءً على نفسه، ورويداً رويداً ستختفي الروابط الاجتماعية أكثر فأكثر، وحتى الأُسرية منها، وستنتصر الرقمية على الحدث الاجتماعي وما هذا سوى غيض من فيض مع بدايات التحول والتأقلم مع الحياة الذكية وتكنولوجيات الذكاء الاصطناعي.
ويتناول م.مهدي حنا في كتابه هذا تقنياتِ الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، ويبيّن الأهميةَ التي يحظى بها في الحروب بين الدول الكبرى وبالتحديد الحرب الدائرة رحاها الآن بين الولايات المتحدة والصين حول مَن سيقود العالم في السنوات القادمة في ظل التقدم الهائل في مجالات العلوم المختلفة.
ويستعرض الكتاب آلياتِ الاستفادة من الذكاء الاصطناعي تجارياً وتوظيفه من قِبل الإمبريالية ومشروعاتها الاستغلالية، ويبحث في الكيفية التي ستتأثر بها قطاعاتٌ من البشر في المستقبل القريب جرّاء فقدان وظائفها لصالح الذكاء الاصطناعي وتقنياته المتطورة.
إنّ الحديث عن العلوم من وجهة نظر النجاحات والاكتشافات العلمية غير كافٍ، فهناك مسائل أخرى لا تقلّ أهميةً تتعلق بهيمنة العلوم وتوجيهها وهذا ما يناقشه الكتاب لإثبات ماهية الصراع الرأسمالي وهيمنته البشعة علـى جميع نواحي الحياة في الغرب، وتراجُع حيادية العلم في خضمّ مثل هذه التحولات.
وتأثير ذلك على حياة البشر في ظل المستجدات على الساحة العالمية، إذ تشكّل الحياة الرقمية وتكنولوجيا المعلومات جزءاً أساسياً مما نعيشه وتشغل متابعةُ التطورات في هذا المجال اهتمامَ الناس، وينعكس ذلك على الإقبال الشديد لشراء الأحدث دوماً.
وفي فصله الأول الذي جاء بعنوان: تقنية الجيل الخامس G5 يجيب المؤلف على سؤال : ما هو الجيل الخامس G5 في الاتصالات؟، ومستعرضا أهم الشركات الاحتكارية المطورة لشبكات الجيل الخامس G5 والأزمات الاحتكارية لهذا النوع من الصناعات.
وفي الفصل الثاني الذي يتحدث عن الذكاء الاصطناعي يستعرض تاريخه وأنواعه وتطبيقاته والسلبيات والايجابيات التي نتجت عن استخدامه وستنتج لاحقا والمخاطر التي سيتركها، وكيف سيسهم هذا التطور في تغيير العالم.
وفي الفصل الثالث يناقش المؤلف الصراع بين أقطاب العالم وخاصة بين أمريكا والصين، وإلى أين ستؤول النهايات وتوقعات التأثيرات المباشرة لهذا الصراع.
ليكمل في الفصل الرابع حول سباق الهيمنة بين الصين والولايات المتحدة،خاتما بمدى حيادية مسار العلم في ظل الرأسمالية المتطورة.
يشار إلى أن م.مهدي حنا من مواليد مدينة القدس عام 1966. وحاصل على شهادة الماجستير في الهندسة المدنية من الاتحاد السوفياتي عام 1989 ، وعمل ويعمل في مجال الهندسة المدنية في العديد من الدول العربية والأجنبية.
وهو متخصص في الدراسات الإنشائية لتدعيم وإصلاح المباني الخرسانية والمعدنية. ويمارس الكتابة الصحفية وله العديد من الكتب والمقالات في السياسة، إلى جانب عمله الهندسي.
وهو عضو نقابة المهندسين الأردنيين. وعضو جمعية المهندسين الإماراتيين. وعضو الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين. وعضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات وعضو مؤسس ورئيس سابق لمنتدى الثقافة البيئية والسكانية الأردني. وعضو مؤسس في نادي الصداقة الإماراتي – الفلسطيني.
وصدر له العديد من الكتب منها: “الشعبوية بين هوجو تشافيز وجمال عبد الناصر”، “وقائع التغيير وإخفاق المسير”، و”الفقر صناعة الرأسمالية”.و “عالم متبدل… وآفاق واعدة”، “الذكاء الاصطناعي والصراع الإمبريالي”، الآن ناشرون وموزعون، عمان، 2020. وزرت فلسطين، الآن ناشرون وموزعون، عمان، 2022. و”أزمة الثقافة”، الآن ناشرون وموزعون، عمان، 2023