الأحد أكتوبر 6, 2024
أقلام حرة

عبد الجليل هزبر يكتب: استغلال القضية الفلسطينية

مشاركة:

القضية الفلسطينية هي قضية مركزية للأمة الإسلامية، والاهتمام بها والوقوف معها واجب إسلامي وإنساني، ولكن العاطفة الجياشة للمسلمين تجاه القضية قد أضر بالمسلمين في أوطانهم كثيرا، ولم تنتفع منها القضية الفلسطينية ولو قليلا!!

فما من زعيم عربي إلا واتخذ من قضية فلسطين وسيلة لخداع شعبه، فهو إن أراد تأييدا شعبيا، تظاهر بتأييد قضية فلسطين!!

وهو إن أراد أن يهرب من الاستحقاقات الشعبية،

ويشغل شعبه عن الأزمات الداخلية، ذهب يشتم الصهيونية، ويتباكى على القضية الفلسطينة !!

وإن أراد أن ينال لقبا بطوليا، فما عليه إلا أن يتحدث بعنترية في القمم العربية، أو في المحافل الدولية عن مأساة الشعب الفلسطيني، وجرائم العدو الصهيوني، فينطلق الإعلام العربي ويطلق عليه الألقاب، فهذا فارس العرب، وهذا ملك العرب، وذاك حكيم العرب، وذاك عميد الحكام العرب، إلى غير ذلك من الألقاب والرتب.

وهكذا عاشت الشعوب العربية عقودا من الزمن تتسامح مع حكامها، وتتغاضى عن فسادهم واستبدادهم، بمقابل نصرتهم (الظاهرة) للقضية الفلسطينية!

واليوم جاءت إيران وأحذيتها من الشيعة العرب يمارسون نفس الأسلوب، ويعزفون نفس النغمة، ويستغلون القضية الفلسطينية لتصدير الثورة الإيرانية، والتمدد في المنطقة العربية!!

فالحوثيون في اليمن الذين قتلوا اليمنيين، وهجروا المواطنين،

 وهدموا المساجد، ولغموا الطرقات، وقطعوا المرتبات، وصنعوا الأزمات والمجاعات طوال تسع سنوات،

وأرادوا من الشعب اليمني أن ينسى كل تلك الجرائم والفظاعات مقابل الظهور بمظهر النصير لشعب فلسطين!!

فيا أيها الحوثيون قد يغتر بشعاراتكم، وينخدع بمسرحياتكم بعض العرب الذين لم يعرفوا حقيقتكم، أما اليمني الذي هدمتم بيته، وفجرتم مسجده، وقتلتم أبناءه، واعتقلتم إخوانه، ونهبتم أمواله، وقطعتم راتبه، وخربتم وطنه، فلن يغتر بأفعالكم، ولن ينسى جرائمكم، ولو رآكم -حقا وصدقا- قد حررتم المسجد الأقصى.

فمهما حاولتم تلميع أنفسكم فاليمني أعرف بكم وأدرى!!

ليس أسوأ ممن خذل غزة إلا الذين يستغلون مأساتها في تسويق أنفسهم، وتمدد مشروعهم!

ختاما

لقد أوجد الغرب الصليبي الكيان الصهيوني ودعمه، لاحتلال المسجد الأقصى،

ويرعى اليوم التيار الشيعي ويدعمه، لاحتلال المسجد الحرام،

فهل يفيق العربان قبل فوات الأوان؟!!

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *