أقلام حرة

محمد شعبان أيوب يكتب: إسرائيل ورقة عالية الكلفة

مجيء مدير المخابرات الأمريكية بيرنز وبقائه في الدوحة، وإدخاله التعديلات التي طالبت بها حماس بنسبة كبيرة، وموافقة حماس جعلت الجميع الآن يقفون في صف غزة، بينما نتنياهو وألاضيشه في الزاوية.

إن وافق النتن انقلب عليه أقرب حلفائه مثل بن غفير وسموتريتش، وإن رفض ستقف أميركا – هذه المرة فيما يبدو – في وجههم.

والتطورات التي أدت لهذا الوضع كثيرة، منها:

1- الموقف المصري الذي يبدو أنه ضد نزوح جماعي لأهل غزة ناحية سيناء، والتهديدات السرية والعلنية بنقض اتفاقية السلام لإدراكها أن الصهاينة يهددون الأمن القومي بصورة جادة.

2- إدراك أجهزة الصهاينة أن الأسرى لن يعودوا دون صفقة وأن حماس ستظل حقيقة على أرض الواقع، ولديها القدرة على استنزاف العدو لأطول فترة ممكنة.

3- انتفاضة الجامعات الأميركية واقتراب الانتخابات الرئاسية، وجماهيرية بايدن المتراجعة.

4- الموقف اليمني القوي وتهديداتهم الحقيقية في البحر الأحمر وتكاليف ذلك الاقتصادية والعسكرية العالية.

5- الرأي العام العالمي والعربي المتصاعد ضد الصهاينة وداعميهم، لاسيما الأردني الذي بات ينقم حالة الضعف والسكوت وأثرها على استمرار الحرب والموت في غزة.

6- إدراك إيران وحزب الله أن تصفية غزة ستكون مقدمة لفتح شهيتهم لضرب جنوب لبنان، ورسائلهم المتتالية بالقصف والدبلوماسية بأنهم لن يسمحوا بأن تستفرد إسرائيل بهم.

7- الموقف التركي الرسمي بقطع العلاقات التجارية والاقتصادية، والموقف الشعبي الذي ظهر أخيرا في الانتخابات المحلية وهجوم الشهيد بإذن الله حسن صقلانان في القدس.

ومهما يكن، سواء وافق الصهاينة على وقف الحرب أم لا، فإن أميركا والغرب باتوا يدركون أن إسرائيل على المدى البعيد ورقة عالية الكلفة سياسيا واقتصاديا وعسكريا.

محمد شعبان أيوب

باحث في التاريخ والتراث

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى