المجتمع الدولي فقد مظاهر الإنسانية والحضارة في فلسطين
بقلم: سري القدوة
الشعب الفلسطيني يناضل ويكافح من أجل حماية وجوده، ويواجه حرب إبادة إجرامية ووحشية تشنها قوة احتلال استعمارية غاشمة، وتبث فصولها على الهواء مباشرة ليراها العالم أجمع وأن حملة الإبادة الجماعية هي الحلقة الأخيرة من النكبة المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني والتي بدأت قبل 75 عاما.
حرب الإبادة والعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني لا مثيل لها في التاريخ المعاصر حيث تصعد إسرائيل من وحشيتها العسكرية وإجرامها ضد الشعب الفلسطيني في كل المناطق، بما فيها حملتها المنهجية للاستعمار والتهجير في الضفة الغربية المحتلة، والقدس الشريف على وجه الخصوص، وأن استمرار هذه الجرائم من قبل إسرائيل يأتي في ظل استمرار تلقيها الدعم العسكري والمالي والسياسي من الدول التي اختارت أن تكون متواطئة في الإبادة الجماعية بدلا من الدفاع عن عالمية حقوق الإنسان والنظام الدولي القائم على القانون.
المنظمات والمؤسسات الدولية باتت تقف عاجزة سياسيا أمام هذه الجرائم عن تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، رغم أنها لطالما تغنت بتمسكها بالسلام وبحوار الحضارات بين الأمم وأن البشرية فقدت في فلسطين كل مظاهر الإنسانية والحضارة، فلا قانون، لا مبادئ، لا قيم ولا أخلاق.
المجتمع الدولي يراقب للأسف جرائم حرب الإبادة ولم يتمكن من إيقاف تلك المجازر التي تمارس بحق الشعب الفلسطيني وما زالت حكومة الاحتلال فوق القانون الدولي وهي تدمر القانون الدولي وتتمرد على الشرعية والقرارات الدولية بحملة الإبادة الجماعية التي تشنها ضد الشعب الفلسطيني، ويجب على دول العالم التصدي لهذه الجرائم التي لا يمكن تبريرها وتخالف كل المواثيق وقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
ولا بد من الدول الأعضاء في المنظمات الدولية العمل على تكثيف جهودها لوقف الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، والضغط من أجل وضع حد لهذه الوحشية، والإبادة الجماعية، والعدوان المستمر على الشعب الفلسطيني، وعلى مختلف الدول الانضمام الى حملة جمهورية جنوب إفريقيا التي تصدت لهذا العدوان الغاشم، وذلك برفع قضية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، حيث أمرت المحكمة بمجموعتين من التدابير الوقائية لوقف الإبادة الجماعية في غزة.
لا بد من التعاون الدولي وأهمية توحيد كل الجهود الدولية لوقف الإبادة الجماعية المستمرة وضمان مساءلة إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، والانضمام إلى القضايا التي تسعى إلى المساءلة عن الإبادة الجماعية ومواصلة الضغط على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لاحترام ولايته ومسؤولياته واتخاذ الإجراء الذي طال انتظاره، وضرورة مواصلة الجهود لدعم دولة فلسطين في حقها الحصول على العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة، وأهمية مطالبة الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين للقيام بذلك دون تأخير.
ما يتعرض له الشعب الفلسطيني لا سيما في قطاع غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من ستة أشهر، هو حرب إبادة جماعية وأن هذه الجرائم لن تزيد شعبنا إلا صمودا ومقاومة للدفاع عن أرضه ومقدساته وكرامته، وسيستمر بالتصدي للاحتلال العنصري وحكومته وقطعان مستعمريه المجرمين، حتى يتم طرده وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وان الشعب الفلسطيني لن يموت ولن يستسلم وسيواصل نضاله العادل والمشروع حتى ينال حقوقه غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حقه في تقرير المصير في دولته المستقلة وعاصمتها الأبدية القدس الشريف.