عبد السلام العمري يكتب: رابطة النوادي العربية
إنَّ مصادر الشريعة الإسلامية الغراء كلها عربية، لو ألقينا نظرة عابرة وموجزة على تلك المصادر العلمية، ندرك هذه الحقيقة الساطعة اللامعة، ننظر إلى كتب التفسير والحديث والفقه والأصول والفصاحة والبلاغة والمعاني وغيرها، كلها عربية، هذا الأمر يبين لنا أهمية اللغة العربية للسلف الصالح، بأنهم كيف اهتموا بها واعتنوا بها ودرسوها دراسة عميقة علمية، لأنَّ هذه اللغة المباركة تكون بوابة للدخول في فهم الشريعة الإسلامية الغراء.
هذه اللغة تكون وسيلة وحيدة لِفهمِ الكتاب والسنة، مع الأسف الأسيف، نحن نعيش في بيئات علمية لا صلة لها بهذه اللغة، كأنها غريبة أو عابر سبيل، اليوم، مدارسنا تبذل جهودها المكثفة الكاثرة الكثيرة لتعليم اللغة العربية ولهذا الهدف تهتم اهتماماً كبيراً، أما نرى مدارس قليلة تثمر جهودها وتؤتي أكلها وتقتطف ما تنوي من الثمر، المدارس تدرِّس سلسلة كتب العربية بين يديك والعربية للناشئين بها، القراءة الراشدة ومعلم الإنشاء ومختارات من أدب العرب في المجلدين، مختصر المعاني، أما النتيجة قليلة أو ضئيلة جداً، وهذا ضعف علمي وتعليمي كبير تئن منها وتعاني مدارسنا ومعاهدنا في بلوشستان.
ينبغي أن نخطط لإزالة هذه الأزمة التعليمية الخطيرة من مدارسنا ونقدم حلولاً بناءة بدلها، وهذا الأمر يتطلب من المدارس الشرعية والعلماء والخبراء أن يكرِّسوا جهودهم ويقدموا إقتراحات وآراء ونظرات سديدة، وأن نستخدم أساتذة أكفاء مؤهلين متضلعين حتى تنجح مدارسنا ومعاهدنا في مجال التعليم والتثقيف والتطوير والتفوق، وأن تواكب وتتماشى مع الجامعات العصرية وتخطو نحوها وتفوقها وتستعلي عليها في التعليم والتثقيف.
ولهذا الهدف السامي، قام سماحة الأستاذ المفتي محمد قاسم القاسمي حفظه الله ورعاه بتأسيس رابطة النوادي العربية على مستوى معاهد ومدارس مدينة زاهدان، هذه الربطة تنوي من خلالها أن تنشر اللغة العربية وتثقف المتعلمين بها، وتزرع فيهم الفكر والوعي الإسلامي، وأن تكون هي الرابط الثقافي بين المدارس الشرعية على مستوى المحافظة، وتكون نشاطات المدارس الشرعية كلها مرتبطة متناسقة ويكون تنسيقاً تعليمياً وثقافياً وفكرياً بين المدارس الشرعية.
وهي ستكون نواة لتعريب المدارس الشرعية والمعاهد، وتعني نشر اللغة العربية كَلغة رسمية ناطقة لكافة المدارس، لذا من أجل تنسيق النشاطات والبرامج العربية والنوادي العربية وكيفية تعليم اللغة العربية ونشرها في أوساط المدارس ينبغي أن تنضم إليها المدارس كلها وتجمع شملها وتكون فعاليات ونشاطاتها تحت إشراف وإدارة رابطة النوادي العربية، فحينئذ تنجح مدارسنا وتؤتي جهودنا أكُلها وتثمر أثمارنا.
وهذه الرابطة تعزز العلاقات وتوسع المجال العملي وتجعل المدارس كلها على صعيد واحد، لذا ينبغي أن يخطط العلماء والأساتذة ويبرمجوا للانضمام إلى رابطة النوادي العربية.
بلوشستان الإسلامية