الأمة : ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن تحقيق “الحرب السرية” الذي تجريه صحيفة “الغارديان” البريطانية، والذي يتهم “إسرائيل” بالتجسس والترهيب والمضايقة لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي والمدعية العامة السابقة فاتو بنسودة، والحالي كريم خان وهو ما يزيد من “تعقيد وضع تل أبيب، وحكومتها أمام المحكمة نفسها والمجتمع الدولي بأسره”.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت ” العبرية الصادرة، اليوم الأربعاء: إن “خلاصة الأمر أن مايكشفه هذا التحقيق يزيد من سوء وضع إسرائيل أمام المجتمع الدولي، ويظهرها كدولة منبوذة تعمل وفق الأساليب المظلمة للحكام المستبدين”.
وكانت “الجارديان” قد أكدت في سلسلة تحقيقاتها، أن “المخابرات الإسرائيلية لم تضايق وهددت المدعية العامة السابقة بنسودا، فحسب، بل تنصتت عليها أيضًا،
وهي التي حل محلها خان، وعشرات الأشخاص الآخرين الذين كانوا على صلة بالإجراءات ضد إسرائيل في المحكمة من محامين، ودبلوماسيين وناشطين فلسطينيين”.
وأكد التحقيق أيضًا أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، “كان متورطًا بشكل كبير في عملية التجسس وأصدر تعليمات لجمع المعلومات الاستخبارية وأن الأخير (نتنياهو) نفسه كان مهوسًا بالمواد الاستخباراتية التي ظهرت على السطح“.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن “إسرائيل الرسمية، لم تنكر هذه الأمور، واكتفى مكتب نتنياهو برد قصير، شبه عام، لا يحتوي على إنكار للادعاءات”.
كما لم يرد رئيس الموساد السابق يوسي كوهين على هذه التصريحات، وكان بـ”إمكانه نشر إنكار أو حتى رد عام. ولا يعني النشر بالضرورة أنه فعل الأشياء المنسوبة إليه،
لكن إذا لم تكن هناك حقيقة في الأشياء، فليس من الواضح سبب اختياره تجنب نشر الرد”، وفق الصحيفة العبرية.
وأضافت: “إذا كانت نتائج التحقيق هذه صحيحة، فإن المعنى واضح، دولة إسرائيل تعتبر الإجراءات المنسوبة إليها ضد المحكمة الجنائية الدولية حربا مبررة“.
ومن المرجح، بحسب الصحيفة العبرية..”إذا كانت هذه الإدعاءات صحيحة، فإن كوهين لم يتصرف من فراغ، وحصل على الإذن والدعم للقيام بالأشياء المنسوبة إليه.”
ورأت الصحيفة أن “الافتراض العملي لموظفي المحكمة الجنائية الدولية هو أن منظمات الاستخبارات تتابعهم وتتنصت عليهم“.
وقالت الصحيفة: “إذا كان لدى أي شخص أوهام بأن المدعي العام كريم خان، سيوافق على تحويل مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وجالانت إلى استدعاء لجلسة استماع، فقد تم تبديدها أمس وأنه من المرجح أن خان لن يظهر أي كرم تجاه دولة إسرائيل، إذا اعتقد أنها تنصتت عليه وهددت سلفه“.
وكانت محكمة العدل الدولية، قد أصدرت الجمعة، تدابير مؤقتة جديدة تطالب الاحتلال الإسرائيلي بأن “يوقف فورا هجومه على رفح، ويحافظ على فتح معبر رفح لتسهيل إدخال المساعدات لغزة“.
كما أعلنت محكمة الجنايات الدولية، أنها بصدد إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو ووزير جيشه بوآف جالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة.
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تشن “إسرائيل” حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت أكثر من 117 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.