أخبارسلايدر

هل تجر مليشيا الحوثي المنطقة إلى حرب كونية؟

أبوبكر أبوالمجد| اندفعت مليشيا الحوثي نحو تكثيف عملياتها العسكرية التكتيكية ضد السفن التجارية والعسكرية للولايات المتحدة الأمريكية، وحلفائها في حارس الازدهار، ودعمتها إيران مؤخرًا بتكنولوجيا الصواريخ المضادة للغواصات وغيرها، فهل تجر مليشيا الحوثي المنطقة إلى حرب كونية ثالثة؟

 

حول هذا السؤال يجينا الباحث د. مسعود إبراهيم حسن، المتخصص في الشأن الإيراني، قائلًا: فيما يتعلق بنقل تكنولوجيا الصواريخ إلى مليشيا الحوثي من إيران، فإن هذا ما اعتدناه منها، وهو دعم المليشيات العسكرية في المنطقة بالأسلحة ليس فقط في اليمن وإنما في لبنان والعراق، وهذا يجعلنا نتساءل أين هذه التكنولوجيا من حماس، والقسام وحركات المقاومة في فلسطين؟! حيث تدعم إيران المليشيات التابعة لها بأحدث وسائل التكنولوجيا العسكرية والصواريخ الباليستية، فلما لم تصدر هذه التكنولوجيا إلى مجاهدي فلسطين؟!

وأضاف حسن، إنه يقول هذا حتى ندرك أن إيران لا تدعم مطلقًا المقاومة الفلسطينية، وما دعمها لحماس في وقت من الأوقات أو فترة من الفترات إلا لأهداف إيرانية متعلقة بأطماعها في المنطقة وصراعها مع الكيان، كما تستغل مليشياتها في اليمن ولبنان وسوريا والعراق، فأعتقد أن إيران عندما ترى أي مكاسب تصب في مصلحتها فإنها تدعم أي فصيل في سبيل ذلك بكل الوسائل العسكرية الممكنة سواء بالسلاح أو التكنولوجيا العسكرية. ومليشيا الحوثي في هذه المرحلة هي أهم مليشيا تابعة لها في هذا التوقيت لعدة أسباب أهمها الموقع الجغرافي لتمركز هذه المليشيا، حيث البحر الأحمر وباب المندب والسيطرة على ثلث حركة التجارة العالمية تقريبًا، الأمر الثاني أن الحوثيين الآن على رأس الدولة اليمنية وإن كان بالتنازع مع الجنوب لكن وضع الحوثي أفضل كثيرا من وضع مثيله حزب الله في لبنان الواقع في صراع عميق مع الدولة اللبنانية في هذه الأثناء، وأي محاولة منه لتصدر المشهد في هذا التوقيت سيكون بمثابة بداية النهاية له.

لكن الأمر مختلف تماما مع مليشيا الحوثي حيث يتصدرون المشهد في اليمن ولديهم السلطات والقوة العسكرية والقدرة والموقع الجغرافي كما أشرنا يمكنهم من القيام باحتكاكات عسكرية تحقق لهم أهدافهم، ولذا فإن مليشيا الحوثي هي الأهم في هذا التوقيت بالنسبة للنظام الإيراني، ولذا فإنها تدعمها بكل خبراتها وكل أسلحتها من أجل القيام بدورها الخدمي للمصالح الإيرانية.

أما عن فكرة جر مليشيا الحوثي المنطقة إلى حرب كونية فهو من وجهة نظر الباحث أمر مستبعد لأن المليشيا تدرك أيضا أنها لا قدرة لديها على المواجهة بشكل مباشر؛ لكن هي تقوم بعمليات تكتيكية في البحر الأحمر ضد سفن تجارية وعسكرية، ومن حين لآخر ترد الولايات المتحدة ودول تحالف حارس الازدهار على هذه العمليات؛ لكن فكرة المواجهة المباشرة ستخسرها مليشيا الحوثي بالقطع، وهي تدرك ذلك من غير شك.
وكرر د. مسعود حسن، أن الحوثي ليس إلا أداة وورقة ضغط في يد إيران تستخدمها وقتما شاءت من أجل الضغط على الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين لتحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية؛ لكن لن توصل الأمر إلى مستوى الحرب الكونية.

أبوبكر أبوالمجد

صحفي مصري، متخصص في الشئون الآسيوية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى