الأثنين سبتمبر 30, 2024
مقالات

د. محمد جلال القصاص يكتب: النموذج الإسلامي الأكثر فاعلية والأقل تكلفة

أخرجت القيم والمثل (العقيدة) الإسلامية نموذجًا في غاية البساطة وغاية الفاعلية وقليل الكلفة (من حيث الوقت والجهد والمال)، وهو نموذج «الإجازات». وفيه: شخص بارز في علم من العلوم يَذهب إليه راغبٌ في تعلم هذا العلم ويَصحبه (يلازمه) إلى أن يتقن هذا الطالب ما يتقنه الشيخ ومن ثم يجيزه (يعطيه إجازة بأنه قد أتقن هذا العلم).

 وفي هذه الطريقة كثير من الخير، مثل: أن المتعلم راغبٌ فيما يتعلمه وبالتالي يكون حريصًا وصاحب مهارة غالبًا، إذْ لا يُقْدم أحدٌ على تعلم ما يبغضه، وخاصة أن التفاضل في المجتمع الإسلامي بالتقوى لا بالحرفة، يقول الله تعالى:

(إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) (الحجرات:13)؛

وفيه من الخير أن العالم- أو الشيخ، أو الأستاذ- يُخْدَمُ من طالب علمٍ وهي خدمة عالية.. يخدمه كأنه مولاه، كحال يوشع بن نون مع موسى عليهما السلام (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ) (الكهف: 60) –

ولم يكن يوشع عبدًا لموسى، وإنما كان يلزمه ويخدمه لزوم العبد لسيده كي يتعلم منه، ثم ورثه بعد ذلك وفتح الله به بيت المقدس-؛ وفيه من الخير أن العملية التعليمية تكون بين متمكن (الشيخ) وراغب (الطالب)، وبعيد عنها تمامًا من لا حظّ لهم ولا رغبة لديهم في العلم وأهله. هكذا ببساطة تتم العملية التعليمية، أما الآن فهذا الكم الغفير من المؤسسات شديدة التعقيد ثم ماذا؟

كل خريج في تخصص معين يحتاج إلى إعادة تأهيل كي يمارس ما أنفق سنين طوال في تعليمه، وكثير من مجالات الحياة بلا أكفاء فالتعليم في وادٍ وحاجة المجتمع في وادٍ آخر، وقد شرحت هذا مفصلًا في مقال بعنوان (حيث يحسن وحيث يحب).

Please follow and like us:
د. محمد جلال القصاص
دكتوراة علوم سياسية كلية الاقتصاد والعلوم السياسية- جامعة القاهرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب