الأمة الثقافية

“أَمِنتُ الزَمانَ وَالزَمانُ خَؤونُ”.. شعر: أبو العتاهية

أَمِنتُ الزَمانَ وَالزَمانُ خَؤونُ

لَهُ حَرَكاتٌ بِالبِلى وَسُكونُ

رُوَيدَكَ لا تَستَبطِ ما هُوَ كائِنٌ

أَلا كُلُّ مَقدورٍ فَسَوفَ يَكونُ

سَتَذهَبُ أَيّامٌ سَتَخلُقُ جِدَّةٌ

سَتَمضي قُرونٌ بَعدَهُنَّ قُرونُ

سَتَدرُسُ آثارٌ وَتَعقِبُ حَسرَةٌ

سَتَخلو قُصورٌ شُيِّدَت وَحُصونُ

سَتُقطَعُ آمالٌ وَتَذهَبُ جِدَّةٌ

سَيَغلَقُ بِالمُستَكثِرينَ رُهونُ

سَتَنقَطِعُ الدُنيا جَميعاً بِأَهلِها

سَيَبدو مِنَ الشَأنِ الحَقيرِ شُؤونُ

وَما كُلُّ ذي ظَنٍّ يُصيبُ بِظَنِّهِ

وَقَد يُستَرابُ الظَنُّ وَهوَ يَقينُ

يَحولُ الفَتى كَالعودِ قَد كانَ مَرَّةً

لَهُ وَرَقٌ مُخضَرَّةٌ وَغُصونُ

نَصونُ فَلا نَبقى وَلا ما نَصونُهُ

أَلا إِنَّنا لِلحادِثاتِ نَصونُ

وَكَم عِبرَةٍ لِلناظِرينَ تَكَشَّفَت

فَخانَت عُيونَ الناظِرينَ جُفونُ

نَرى وَكَأَنّا لا نَرى كُلَّ ما نَرى

كَأَنَّ مُنانا لِلعُيونِ شُجونُ

وَكَم مِن عَزيزٍ هانَ مِن بَعدِ عِزَّةٍ

أَلا قَد يَعِزُّ المَرءُ ثُمَّ يَهونُ

أَلا رُبَّ أَسبابٍ إِلى الخَيرِ سَهلَةٌ

وَلِلشَرِّ أَسبابٌ وَهُنَّ حُزونُ

—————————————–

إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني ,العنزي (من قبيلة عنزة) بالولاء، أبو إسحاق الشهير بأبي العتاهية.

(130هـ-211هـ/747م-826 م)

شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع. كان ينظم المئة والمئة والخمسين بيتاً في اليوم، حتى لم يكن للإحاطة بجميع شعره من سبيل.

وهو يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. جمع الإمام يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري القرطبي ما وجد من (زهدياته) وشعره في الحكمة والعظة، وماجرى مجرى الأمثال، في مجلد، منه مخطوطة حديثة في دار الكتب بمصر،

وُلد في (عين التمر) بقرب الكوفة سنة 747م، ونشأ في الكوفة، وسكن بغداد ومات بها سنة 826م

وكان في بدء أمره يبيع الجرار فقيل له (الجرَار) ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم، وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك المهدي العباسي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل أو يقول الشعر! فعاد إلى نظمه، فأطلقه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى