الأمة| ارتفع عدد القتلى في الفاشر إلى أكثر من 260 شخصًا، وأكثر من ألف وخمسمائة جريح منذ بدء القتال في مايو، وفقًا لمنظمة أطباء بلا حدود ووزارة الصحة في دارفور. في غضون ذلك، دعا والي شمال دارفور إلى تدمير مدفعية قوات الدعم السريع التي تقصف عاصمة الولاية.
وبدأت قوات الدعم السريع حصارا على الفاشر يوم 10 مايو/أيار، أعقبه قصف عنيف واشتباكات عنيفة مع الجيش السوداني وحلفائه. وأجبر هذا العنف الآلاف على الفرار من المدينة.
وذكرت منظمة أطباء بلا حدود في بيان لها أن أكثر من 260 شخصًا قتلوا وأصيب أكثر من 1630 آخرين، بينهم نساء وأطفال، منذ بدء النزاع قبل ستة أسابيع. وأدانت المنظمة قصف قوات الدعم السريع لصيدلية مستشفى الولادة السعودي ليل الجمعة، مما أدى إلى مقتل صيدلاني واثنين آخرين بالقرب منها.
وسلطت منظمة أطباء بلا حدود الضوء على الهجمات المستمرة على المستشفيات وعرقلة توصيل المساعدات، على الرغم من نداء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار. ولا يزال المستشفى السعودي، الذي يعمل الآن بشكل جزئي فقط بسبب الأضرار، هو المرفق الطبي الوحيد الذي يعمل في الفاشر، ويعاني من محدودية الإمدادات والموظفين.
وقد تم استهداف المستشفى مرتين منذ 10 مايو/أيار، ضمن ثماني هجمات على مرافق الرعاية الصحية في المدينة. تم إغلاق مستشفى الجنوب بعد هجوم لقوات الدعم السريع، في حين تم إغلاق مستشفى النساء والولادة بعد قصف قوات الدعم السريع.
واستهدف القصف العشوائي لقوات الدعم السريع، الأحد، مركز غسيل الكلى الذي يعالج 94 مريضا، إلى جانب قيادة الجيش والسوق الرئيسي والمناطق السكنية.
وأدان حاكم دارفور ميني ميناوي تصرفات قوات الدعم السريع، واتهم المجموعة شبه العسكرية بالحكم على مرضى الكلى بالإعدام من خلال مهاجمة مركز العلاج الوحيد في المنطقة. ودعا المجتمع الدولي إلى أن يشهد على هذه الجرائم.
وأكدت وزارة الصحة في دارفور ارتفاع عدد القتلى ونزوح الآلاف بسبب أعمال العنف المستمرة التي دمرت أيضا العديد من المنازل.
دعوات لقصف مدفعية الدعم السريع
من ناحية أخرى، دعا والي شمال دارفور بالإنابة الحافظ بخيت، قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، إلى وقف القصف العشوائي الذي تتعرض له أحياء الفاشر من قبل قوات الدعم السريع.
وأكد المحافظ، في تصريح صحفي، الأحد، أن الجيش يمتلك القدرة على “تدمير مدفعية الدعم السريع ووقف القصف المتواصل”.
وطالب قائد الجيش بالتدخل لفك حصار قوات الدعم السريع على الفاشر وإعادة فتح طريق الدبة – مليط – الفاشر، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية والإمدادات الغذائية، حيث تسبب الحصار في ارتفاع حاد في أسعار السلع الأساسية.
وأضاف بخيت: “يعيش غالبية سكان المدينة الآن في العراء بسبب القصف المدفعي الممنهج والمتعمد الذي تقوم به قوات الدعم السريع بهدف تهجيرهم. ويفتقر هؤلاء النازحون إلى المأوى والغذاء والحصول على الخدمات الإنسانية الأساسية.
وتسعى قوات الدعم السريع إلى السيطرة على الفاشر لتعزيز قبضتها على منطقة دارفور بأكملها، في حين يدافع الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه بقوة عن المدينة، آخر معقل متبق لهم في غرب السودان.
ومع ذلك، يؤكد المراقبون أن مثل هذا النداء العام يمكن أن يشير إلى أن قيادة الجيش لم تستجب لطلبات خاصة من حاكم الولاية.
\سودان تربيون\
