سير وشخصيات

“شامل باسييف”.. بطل أمة الشيشان

تقول الموسوعة الشيشانية: (شامل وما أدراك من شامل، رجل نصر المسلمين في أذربيجان ضد عدوان الأرمن والروس، ثم نصرهم في أبخازيا ضد العدوان الجورجي، وأصيب هناك إصاباتٍ بالغة، ثم أرسل إخوانه لنصرة المسلمين في طاجيكيستان ضد التحالف العلماني-الشيوعي-الروسي..ثم نصر المسلمين في الشيشان، وبعدها نصر هذا البطل المستضعفين من المسلمين في داغستان ورفض التخلي عنهم، رجل ترك رئاسة الوزراء واستقالَ من منصبه ليتفرغ لنصرة المسلمين، قائد عسكري استطاع أن يأسر عشرة آلاف أسير بثلاثة آلاف مقاتل جروزني 1996م، ضحّى بنفسه، ورفض أن يتقدم الجنود في أحد حقول الألغام، وتَقَدّم هو لعبور حقل ألغام، إيثاراً لسلامةِ إخوانه على سلامةِ نفسهِ، ورغبةً في الشهادة في سبيل الله، ثم فقد ساقه أثناء ذلك في اختراق حصار جروزني عام 2000م)

أبو عبد الله شامل بن سلمان باسييف

الاسم الحركي: أبو إدريس

 الميلاد: 14 يناير 1965م،  قرية ديشني-فيدينو، بالقرب من مدينة فيدينو، في جنوب شرق الشيشان لأسرة من قبيلة بينوي الشيشانية

الوفاة: 9 يوليو 2006م، روسيا، والإعلان عن الوفاة رسميا يوم 10 يوليو

– وصفته هيئة الإذاعة الأمريكية بأنه «أحد أكثر الإرهابيين المطلوبين في العالم»، وقد أدرجته الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على قوائم الإرهابيين.

– تخرّج في المدرسة العسكرية، ثم التحق بالقوات الجوية الروسية، ثم بمعهد موسكو للهندسة، وتم طرده لمعارضته للنظام الروسي، فسافر إلى تركيا، وأكمل دراسته في المعهد الإسلامي بأسطنبول

– عندما حاول بعض أعضاء الحكومة السوفييتية الانقلاب في أغسطس 1991م، انضم الجنرال باساييف إلى أنصار الرئيس الروسي بوريس يلتسين وراء المتاريس التي وُضعت لحماية مبنى الحكومة الروسية في وسط موسكو، مسلحًا بالقنابل اليدوية.

– في صيف 1991م، ومع إعلان الزعيم الشيشاني القومي جوهر دوداييف استقلال الشيشان من جانب واحد عن الاتحاد الروسي الناشئ، أعلن يلتسين حالة الطوارئ، وأرسل قوات إلى الحدود مع الشيشان، فانضم شامل باساييف إلى الوحدات العسكرية التي شكلها المجلس الوطني لشعوب القوقاز.

القائد الميداني

– بدأ قائدًا ميدانيًا في جنوب القوقاز، حيث قاد حرب عصابات ضد القوات الروسية لسنوات، كما شارك في عملية احتجاز رهائن من المدنيين، بهدف انسحاب الجنود الروس من الشيشان. ومنذ عام 2003م، استخدم باساييف الاسم الحركي الأمير عبد الله شامل أبو إدريس. كما تولى منصب نائب رئيس الوزراء في حكومة أصلان مسخادوف بين عامي 1997م – 1998م.

في أغسطس من العام 1999م، قام باسييف بقيادة مجموعة من (2000) مجاهد بمساعدة الداغستانيين لإنشاء جمهورية داغستان الإسلامية، وبالتالي إقامة وحدة إسلامية بين جمهوريتي الشيشان وداغستان، عندها حاولت القوات الروسية منع هذا التحوّل، ولكنّها اعترفت بخسارتها القاسية لأكثر من (1100) جندي بين قتيل وجريح.

حصار جروزني

بدأ حصار غروزني في نهاية عام 1999م، وفي يناير 2000م، صمم باسييف على أن يتَقَدّم هو لعبور حقل الألغام، ورفض أن يتقدم أي جندي، حرصا على سلامتهم، وتقدّم القائد باسييف جنوده، ودخل حقل ألغام، فوطأ لغمًا أرضيًا، مما أفقده إحدى قدميه، ولم تمنعه تلك الإصابة من استكمال رحلة الجهاد والتضحية في سبيل الله، فأعلن باسييف ترحيبه بالمتطوعين من المقاتلين الأجانب من أفغانستان والدول الإسلامية الأخرى، وشجعهم على الانضمام إلى القضية الشيشانية.

استقلال الشيشان على يد شامل باسييف

في عام 1996م، قام شامل باساييف بشن حرب على روسيا لاستعادة جروزني، وقاد القوات الشيشانية بعد حصوله على رتبة قائد القوات المسلحة الشيشانية.. حيث قام بالعديد من العمليات النوعيّة ذات العيار الثقيل، مما أدّى إلى تقهقر القوات الروسية وانهيارها وتراجعها وفك الحصار عن العاصمة غروزني.

وانتصر شامل في الحرب انتصارا ساحقا، وأجبر الحكومة الروسية على التفاوض مع الشيشان لإبرام معاهدة سلام، وحصلت الشيشان على الاستقلال التام عن روسيا، بشكل نهائي وقاطع، وفي نفس العام قـدّم شامل باساييف استقالته من قيادة القوات الشيشانية ليشارك في انتخابات الرئاسة.

الجهاد أَم الدبلوماسية؟

– قام الرئيس الشيشاني “مسخادوف” بتعيينه كنائب لرئيس الوزراء، وبعد عامين تمت ترقيته ليقوم بأعمال رئيس الوزراء.. وبدأت الخلافات غير المعلنة بينه وبين الرئيس مسخادوف، لأن شامل كان يرى أن الجهاد هو الحل، وأنه لا أمان للروس، بينما كان مسخادوف يرى الدبلوماسية والمهادنة حلا للخروج من الأزمة، وحتى تستعيد الشيشان عافيتها.. فابتعد شامل، واستقر في بلاد القوقاز.

قائد قوات مجلس شورى المجاهدين في القوقاز

– اُنتخب شامل باساييف في 26 أبريل 1998م، رئيسًا للمجلس الوطني لشعوب القوقاز، والذي أعلن فيه أن هدفه تحرير شعوب القوقاز المسلمة من الهيمنة الروسية، وفي أغسطس 1999م، اختير باسييف قائدًا لقوات مجلس شورى المجاهدين في القوقاز.

استشهاد شامل باساييف

في 10 يوليو من العام 2006، أعلنت السلطات الروسية مقتل باسييف في إنغوشيا المجاورة، وبحسب المعلومات الخاصة نقلاً عن مصادر روسية، فقد تمّ اغتيال باسييف في 9 يوليو 2006م، وهو يقود شاحنة محمّلة بالمتفجرات بعد مهاجمة الشاحنة التي انفجرت به، وقد أكد مجاهدو الشيشان نبأ استشهاد القائد شامل باساييف في بيان بثه موقع صوت القوقاز.

يقول موقع تبيان: (ارتقى شامل عن عمر يناهز 41 عامًا قضى جلها في الجهاد في سبيل الله ليعلّم شباب أمته بأن التاريخ لا يكتبه الرجال بأعمارهم بل بأفعالهم، رحل شامل إلى ربه بعد أن نصر المسلمين المستضعفين في كل مكان ولم تمنعه المناصب ولا بتر ساقه، ارتقى شامل مقبلًا غير مدبر، بعد أن أذاق أعداء الدين الويل كما فعلوا بالمسلمين… فرحمه الله تعالى وجزاه خيرًا عن الإسلام والمسلمين)

التكريم

بعد وفاته، مُنح “شامل باساييف” أرفع الجوائز الشيشانية، حيث حصل على لقب «بطل الأمة»، كما منحه الرئيس الأبخازي فلاديسلاف أردزينبا وسام «بطل أبخازيا». وفي 6 أكتوبر 2007م، منحه الزعيم دوكو عمروف رتبة الجنرال شرفيًا بعد وفاته.

عودة التبعية

تأكد رجل المخابرات الروسي “بوتين” أن الحروب لا طائل منها، وأن الشيشاني المسلم يلهث خلف الشهادة، ولذا كانت هزائم روسيا بجيوشها الجرارة وطائراتها ودباباتها، أمام مدنيين شيشان، يحملون بنادق ورشاشات، ونجح الثعلب الروسي نجاحا كبيرا في التهدئة والوصول لاتفاقيات سلام ومصالحة واقتصاد متبادل، ثم زرع رجاله داخل مؤسسات الجيش والحُكم  والمخابرات في الشيشان.. فأصبحت الشيشان اليوم هي التابع الأول لروسيا، وتحوّل الرئيس الشيشاني إلى تابع ذليل للرئيس الروسي، ينفّذ أوامره، ويرسل جيشه لمساعدة روسيا في كل معاركها.. وتحوّلت الشيشان بعد شامل باسييف إلى قرية روسية يديرها عبد روسي يحمل الجنسية الشيشانية.

—————–

المصادر:

1- الموسوعة الشيشانية

2- موقع “تبيان”

3- موقع “عريق”

4- الجزيرة نت

5- كتاب: الموسوعة التاريخية – الدرر السنية.

6- شامل باساييف .. أسطورة الكوماندوز الشيشاني.

يسري الخطيب

- شاعر وباحث ومترجم - مسؤول أقسام: الثقافة، وسير وشخصيات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى