مقالات

يسري الخطيب يكتب: 23 يوليو.. ثورة بين الحقائق والأساطير

– لا أدافع عن الفترة الملكية، فلها كوارثها، ومصائبها، كما كانت لها حسناتها وإيجابياتها، ولا أقلل من حسنات 23 يوليو التي صنعت واقعا بارزا لا ينكره أحد، وقدّمَت، رغم خطاياها، للمصريين والعرب حُلما متوهّجًا، ودنيا لم يروها من قبل، ولكني أكره التهويل وتقديس البشر، وأمقتُ تزييف التاريخ، وصناعة الوهم، فالحقيقة ليست وجهة نظر، والتاريخ ليس عاطفة ملتهبة تعميك عن السلبيات ما دمت تحب، والعكس..

الحقيقة دائما واحدة، من دون افتعال ومبالغة سلبية أو إيجابية

بداية القصة، ومن دون رتوش:

– ماذا لو فعلها الأمير علاء (شقيق إنجي) وقتل ابن الجنايني (علي)..؟

ليتهُ فَعَل…

علاء كان يغار على أخته (عِرضه)، ولم يكن ديّوثا، ..

فلماذا تعاطفتَ مع “علي” الآثم؟

المشكلة عندك أنت!!

– القصة باختصار:

مجموعة ضباط اعتقلوا مجموعة ضباط، والملك خاف وسافر ليأكل مكرونة في إيطاليا..(يعني تبقى ثورة ازاااااي؟).. هكذا يقول الظرفاء ويحكي الراوي الشعبي ساخرا.

قُل: حركة – انقلاب.. أي مسمّى، ولكن لا تقل ثورة؛ لأن الجيوش لا تقوم بثورات يا عربي

– عُـرف انقلاب بعض ضباط الجيش على الملك في يوليو 1952م، بـ اسم: “حركة الجيش” في البداية، ثم “الحركة المباركة”، حتى كانت الذكرى الأولى في 23 يوليو 1953م، وكتبَ المفكر الإسلامي الموسوعي والصحافي الكبير “محمد فريد وجدي” الذي كان عمره في ذلك الوقت (77عاما): ثورة يوليو.. ولم تكن كلمة (ثورة) شائعة ولا يعرفها العامة، وانبهرَ جمال عبد الناصر بذلك المُسمّى الجديد، والمصطلح غير المسبوق، وانتشر الاسم انتشار النار في الهشيم، وأصبح مقررًا على المصريين كالماء والهواء…

– قال الملك فاروق (رحمه الله) كلمته التاريخية وهو يركب يخت المحروسة منفـيًّا: (إن هؤلاء الذين أرغموني على الخروج؛ ما هُم إلا مجموعة من المجرمين، وأنكم سوف تكتشفون ذلك بأنفسكم مع مرور الأيام والتي لن تكون بعيدة).

– وقال عباس محمود العقاد: (ذهبَ ملكٌ، وجاء 40 ملكًا)

الحكاية من أول سطر:

جمال عبد الناصر حسين خليل سلطان المُـرِّي

(جذوره من اليمن، حسب موسوعة “الجامع” – 4 أجزاء، للمؤرّخ اليمني محمد عبد القادر بامطرف)

(يتشابه مع الرئيس المصري الحالي: السيسي، المولود في 19 نوفمبر سنة 1954م، في الاسم الثالث والرابع، لكن تشابه أسماء، ولا توجد صلة قرابة بينهما: عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسي)

الميلاد: 15 يناير 1918م، باكوس، الإسكندرية.

(انتقل والده من بني مُر بأسيوط للإسكندرية ليعمل في البريد هناك، وماتت زوجته وابنه البكري: “جمال”، عمره 8 سنوات فقط)

الوفاة: 28 سبتمبر 1970م، القاهرة، مصر

– حصل جمال عبد الناصر، على الشهادة الثانوية (أدبي) وقرر الالتحاق بالكلية الحربية، وتجاوز جمال الاختبارات كلها، ولكنه رسب في كشف الهيئة، فاضطر للالتحاق بكلية الحقوق، ورسب في السنة الأولى بكلية الحقوق..

– في نهاية عام 1936م، وبعد معاهدة 1936م، الشهيرة، أعلنت وزارة الحربية المصرية عن حاجتها لدفعة استثنائية للكلية الحربية، واتجهت النية إلى زيادة عدد ضباط الجيش المصري من الشباب، بصرف النظر عن طبقاتهم الاجتماعية أو ثروتهم.

– كانت كلية الحقوق في ذلك الوقت هي الكلية رقم 1 في مصر، وتضم أبناء النخبة والأثرياء، وبعض المصريين البسطاء المكافحين المجتهدين، وكانت نسبة الرسوب في كلية الحقوق مرتفعة جدا، لصعوبة مناهجها ومقرراتها وأبحاثها،

– في مارس 1937م، أصدر وكيل وزارة الحربية المصرية، اللواء إبراهيم خيري، قرارًا تاريخيا؛ بقبول الراسبين في كلية الحقوق بالكلية الحربية (ربما كان يجامل بعض أبناء الباشوات)، وكان جمال عبد الناصر من الراسبين الذين ينطبق عليهم هذا القرار، فأخذ أوراقه من كلية الحقوق، وذهب للكلية الحربية..

– كان جمال محظوظا جدا، فلم يمكث في الكلية الحربية إلا (17 شهرا فقط)، فقد أصدر وزير الحربية قرارًا في يوليو 1938م، بتخريج طلاب الكلية الحربية، لسد الفراغ الذي تركه انتقال القوات البريطانية إلى منطقة قناة السويس، ولتوفير عدد كافٍ من الضباط المصريين.

– تم نقل الضابط بسلاح المشاة “جمال عبد الناصر حسين”، فور تخـرّجه إلى منقباد بأسيوط، حيث جمع العمل هناك بينه وبين أنور السادات، وزكريا محيي الدين..

– في عام 1939م، تم نقل جمال عبد الناصر حسين إلى منطقة جبل الأولياء بالخرطوم (السودان)، مع عبد الحكيم عامر.. وفي 1940م، تمت ترقية جمال عبد الناصر حسين إلى رتبة ملازم أول، وعاد جمال إلى مصر في سنة 1941م

– رغم حصار وهزيمة الكتيبة المصرية التي كان يقودها “جمال عبد الناصر حسين خليل”، في الفالوجا بفلسطين 1948م، تم تعيينه فور عودته مدرسًا بالكلية الحربية، في 12 مايو 1948م.

– في 8 مايو 1951م، تمت ترقية جمال عبد الناصر حسين إلى رتبة (بكباشي) مقـدّم.

– كانت حركة ضباط 23 يوليو 1952م، في الأصل فكرة مؤسس جماعة الإخوان “حسن البنا” فهو الذي أسس “تنظيم الضباط” (في الجيش والشرطة)، وكلّف الصاغ (رائد) محمود لبيب بقيادته،

ومات حسن البنا في 12 فبراير 1949م، ثم رحلَ “محمود لبيب” عن الدنيا في 18 ديسمبر1951م، وتخلّص جمال عبد الناصر (عضو جماعة الإخوان) من الرجل القوي: عزيز المصري، وانفرد بقيادة التنظيم، وأطلق عليه “الضباط الأحرار”..

✓ شاهد (فيديو للواء جمال حماد، عضو مجلس قيادة الثورة، والمؤرخ العسكري الأشهر)

https://www.facebook.com/watch/?v=2683026121712393&extid=CL-UNK-UNK-UNK-AN_GK0T-GK1C-GK2C&ref=sharing

– 23 يوليو.. انقلاب عسكري على الملك، خطط له جمال، ونفّذه محمد نجيب، بمساندة ودعم الإخوان، واستولى عليها البكباشي جمال عبد الناصر حسين ورجاله الذين كانوا يتحكمون في المشهد من البداية خلف الستار، بعد أن خدعوا الرجل الطيّب اللواء محمد نجيب و(قرطسوا) الإخوان.. كالعادة.

إذا أردت أن تعرف أكثر؛ فعليك بقراءة هذه الكتب:

1- كنتُ رئيسا لمصر

 (محمد نجيب)

2- كلمتي للتاريخ

 (محمد نجيب)

3- التاريخ أنياب وأظافر

(د. إبراهيم عبده)

4- الصامتون يتكلمون

(سامي جوهر)

5- ثورة يوليو الأمريكية

(محمد جلال كشك)

6- كلمتي للمغفلين

(محمد جلال كشك)

7- مذكرات صلاح نصر

8- أوراق يوسف صدّيق

9- ديوان شعر “ضعوا الأقلام”

(يوسف صدّيق)

10- سنوات عصيبة

(المستشار محمد عبد السلام)

11- مصير مصر

(اللواء محمد نجيب)

12- تاريخ بلا وثائق

(د.  إبراهيم عبده)

13- الذين طغوا في البلاد

(محمد عبد الله السمّان)

14- هولاكو القرن العشرين

(محمد عبد الله السمّان)

15- عندما غابت الشمس

(عبد الحليم خفاجي)

16- زلزال التآمر الناصري

(جابر الحاج)

17- عندما يحكم الطغاة

(د. علي جريشة)

18- عبد الناصر

(أحمد أبو الفتح)

19- مذكرات البغدادي

(عبد اللطيف البغدادي)

20- مذكرات كمال الدين حسين

21- حوار وراء الأسوار

(جلال الحمامصي)

22- أجبرت فاروق على التنازل عن العرش

(لواء: عبد المنعم عبد الرؤوف)

23- شاهد على عصر اللواء محمد نجيب

(السفير رياض سامي)

24- عبد الناصر المُـفترَى عليه والمفترِي علينا

(أنيس منصور)

25- محاكمات الدجوي

(محمد شوكت التوني)

26- نحو حُكم الفرد (مذكرات الضباط الأحرار)

د. محمد الجوادي

يسري الخطيب
- شاعر وباحث ومترجم - مسؤول أقسام: الثقافة، وسير وشخصيات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *