محمد العنبري يكتب: تصعيد التوتر في اليمن
الغارات الجوية الإسرائيلية على الحديدة كرد على هجمات الحوثيين على تل أبيب
تعرضت محافظة الحديدة يوم الأحد الماضي لغارات جوية إسرائيلية جاءت كرد على هجوم الطائرة المسيرة الذي نفذته جماعة الحوثي يوم الجمعة الماضية على مدينة تل أبيب هذا التصعيد الجديد في الأعمال العدائية يضيف طبقة جديدة من التعقيد إلى الصراع اليمني المستمر منذ سنوات..
ويثير تساؤلات حول مستقبل الأمن والاستقرار في المنطقة الصراع في اليمن بدأ في 2014 بعد استيلاء جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء وإطاحة الحكومة المعترف بها دوليًا تدخلت المملكة العربية السعودية بقيادة تحالف دولي في 2015 لدعم الحكومة اليمنية
ما أدى إلى حرب شاملة أودت بحياة آلاف المدنيين وأدت إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم في سياق الصراع اليمني جاءت الغارات الجوية الإسرائيلية كتصعيد غير مسبوق هذه الغارات تعكس القلق المتزايد لدى إسرائيل من تهديدات الحوثيين
الذين يعتبرون حلفاء لإيران عدو إسرائيل الرئيسي في المنطقة وقد شهدت الأشهر الأخيرة زيادة في الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ من قبل الحوثيين على إسرائيل في يوم الأحد شنت الطائرات الإسرائيلية غارات مكثفة على مواقع متعددة في محافظة الحديدة استهدفت الغارات البنية التحتية العسكرية للحوثيين بما في ذلك مستودعات الأسلحة ومنصات إطلاق الصواريخ.
ووفقًا لمصادر محلية أدت الغارات إلى تدمير عدد من المنشآت العسكرية ومقتل وجرح عدد من المقاتلين الحوثيين الهجوم الإسرائيلي على الحديدة لم يمر دون رد فعل أعربت جماعة الحوثي عن إدانتها للهجمات وتوعدت بالرد يأتي هذا التصعيد في وقت حرج حيث تواجه اليمن أزمة إنسانية غير مسبوقة مع نقص حاد في الغذاء والدواء والخدمات الأساسية يوم الجمعة الماضي استهدفت جماعة الحوثي مدينة تل أبيب بطائرة مسيرة مما أدى إلى وقوع أضرار مادية في بعض المناطق دون وقوع إصابات بشرية.
هذا الهجوم يعد جزءًا من استراتيجية الحوثيين لتوسيع نطاق الصراع خارج حدود اليمن وإرسال رسالة قوية إلى إسرائيل والمجتمع الدولي أثار الهجوم الحوثي على تل أبيب ردود فعل دولية واسعة أعربت العديد من الدول عن قلقها من تصاعد العنف
وطالبت بضبط النفس والبحث عن حلول سلمية للصراع كما دعا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم الإنساني العاجل لليمن للتخفيف من معاناة المدنيين تصعيد التوتر بين الحوثيين وإسرائيل قد يؤدي إلى تعقيد الأوضاع في اليمن بشكل أكبر الغارات الجوية الإسرائيلية قد تحفز الحوثيين على تنفيذ المزيد من الهجمات على إسرائيل مما يزيد من حدة الصراع ويجعل الوصول إلى حل سلمي أكثر صعوبة.
في ظل هذا التصعيد يمكن توقع عدة سيناريوهات محتملة قد تستمر الهجمات المتبادلة بين الحوثيين وإسرائيل مما يؤدي إلى تدخلات دولية أكبر للحد من العنف أو قد يتم التوصل إلى تفاهمات دولية تفرض ضغوطًا على الأطراف المعنية لوقف التصعيد والعودة إلى طاولة المفاوضات التصعيد الأخير في الصراع اليمني مع الغارات الجوية الإسرائيلية على الحديدة ورد الحوثيين على تل أبيب يعكس تعقيد الوضع في المنطقة بينما يسعى المجتمع الدولي لإيجاد حلول سلمية يبقى التحدي الأكبر هو كيفية تحقيق الاستقرار والأمن في اليمن والشرق الأوسط بشكل عام في ظل هذه الظروف تبقى الحاجة ماسة للتعاون الدولي والدعم الإنساني لتخفيف معاناة الشعب اليمني ودفع الأطراف المتصارعة نحو الحلول السلمية.
الدمار الشامل الذي تشهده اليمن هو نتيجة حتمية لسياسات القوة والصراع على النفوذ الشعب اليمني هو الخاسر الأكبر في هذه الحرب التي لا يبدو لها نهاية في الأفق القريب إن تحقيق السلام في اليمن يتطلب تضافر الجهود الدولية والإقليمية، ووضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار فقط من خلال الحلول السياسية يمكن وضع حد لهذه الكارثة الإنسانية والبدء في إعادة بناء اليمن واستعادة الاستقرار في المنطقة.