ناصر صلاح يكتب: وقفات مع الآيات (17)
«ما يخطّه قلمي ليس تفسيرًا، فلستُ من أهلِه، وإنما هي وقفات أديبٍ عند بعض المعاني والكلمات، فربما أصبتُ، وربما أخفقتُ»
سألتني زوجتي الحبيبة ذات جلسة، حول قوله تعالى: (وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ) [الأحزاب 35]، قائلة: لماذا لم يقل الحق تعالى (والحافظات لفروجهن) كما قالها مع الحافظين؟!
وحين تأمّلتُ الآية، ووقفتُ حولها، بدت لي عدة معاني لم أشأ أن أذكرها قبل اطّلاعي على عددٍ كبيرٍ من التفاسير، خشية أن يكون نالها أحد علمائنا الكرام من قبل.
ولكن الحمد لله لم أجد إشارة إلى تلك المعاني التي قد تكون موفّقة، وقد تكون غير ذلك.
فمع تسليمنا للغة والنحو في وجود حرف (واو) العطف والتي تُسمّى (عطف النسق) بين فروجهم والحافظات، حيث أنها تدل على المشاركة بين المعطوف والمعطوف عليه، وبالتالي فإن كلمة «فروجهم» هنا مشاركة بين الرجال والنساء.
أرى والله تعالى أعلم:
1- أن حرف الواو هنا منحني معنىً: أن الفَرْج هو السّر بين الرجل والمرأة، ووقعت كلمة فروجهم بينهما: بين الحافظين والحافظات لأنها مسئوليتهما معا، وسرّهما معاً.
2- الرجل مطالب بالحفاظ على فرْجه من الحرام لحلاله، لكن المرأة مُطالَبة بأكثر من الحفاظ على الفَرْج..
هي مُطالَبة بالحفاظ على الزوج نفسه، وعلى ماله، وعرضه، وبيته، وأولاده..
فالحافظات هنا دون تخصيص فروجهن بعدها قد يمنح اتساع المعنى لأهميته وشموليته.
3- الرجل يعنيه الحفاظ على فرجه في المقام الأول، لأنه لو حافظ على فرجه لكان هذا حفاظا على فرْج امرأته أيضا، مصداقا لقول الحبيب صلى الله عليه وسلم (عفّوا تعفّ نساؤكم)..
والله تعالى أعلم