أكسيوس: سيناريو البرميل المتفجر يشعل قلق واشنطن من اندلاع حرب شاملة بالمنطقة
فيما أدي مرشد الثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي صلاة الجنازة علي جثمان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران يقترب الشرق الأوسط من حرب إقليمية مدمرة أكثر من أي وقت مضى منذ الهجوم لحماس في 7 أكتوبرخصوصا بعد قيام إسرائيل بتصفية عدد من القادة في المنطقة وفي مقدمتهم فؤاد شكر المعاون العسكري لقائد حزب الله حسن نصر الله ..
وبحسب تقرير لمنصة “أكسيوس الإخبارية ” ترجمته جريدة الأمة الإليكترونية فإن التصعيد الخطير قد يجذب الولايات المتحدة إلى أعمق في الأزمة الإقليمية ويؤدي إلى معاناة جماعية تتجاوز غزة، حيث تتلاشى الآمال في تحقيق وقف إطلاق النار والصفقة المتعلقة بالرهائن بعد أشهر من المفاوضات الدقيقة.
بالنسبة للرئيس بايدن، الذي تعهد باستخدام أشهره المتبقية في منصبه لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس وإعادة الرهائن إلى الوطن، فإن المخاطر تتعلق بسمعته لاسيما أنه أكد التزامه بأمن إسرائيل في مكالمة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الخميس، حيث ناقش الزعيمان “نشر قوات عسكرية جديدة” لحماية إسرائيل من إيران.
وعلى مدى 10 أشهر، تسببت الحرب بين إسرائيل وحماس في اندلاع موجات من العنف في أماكن أخرى في الشرق الأوسط. التوترات الأخيرة تهدد بالتصعيد إلى حرب شاملة على عدة جبهات.
في هذه الأجواء فأن لدي الإدارة الأمريكية قناعة أن إيران ستهاجم إسرائيل خلال أيام انتقاماً لاغتيال قائد حماس السياسي إسماعيل هنية في طهران في وقت سابق من هذا الأسبوع.
ولا يختلف الأمر فيما يتعلق بالجبهة اللبنانية حيث تعهد زعيم حزب الله حسن نصر الله بالانتقام يوم الخميس لاغتيال إسرائيل لقائدها العسكري الكبير فؤاد شكور في بيروت. وقال نصر الله في جنازة شكور، “لم نعد نتحدث عن جبهات منفصلة”، محذراً من “مرحلة جديدة” من الحرب.
السيناريو ذاته بحسب المنصة الأمريكية فيما يتعلق باليمن حيث تعهد زعيم الحوثيين المدعومين من إيران بـ “رد عسكري” يوم الخميس رداً على اغتيال هنية. قبل أسبوعين، ضربت إسرائيل اليمن لأول مرة انتقاماً لأكثر من 200 هجوم حوثي ضد أهداف إسرائيلية، بما في ذلك هجوم بطائرة مسيرة على تل أبيب.
وسيكون هناد دور للعراق في هذا الصدد بعد أشهر من “وقف إطلاق النار” غير الرسمي، حيث استأنفت الميليشيات الشيعية الموالية لإيران في العراق هجماتها على القوات الأمريكية في المنطقةوهو ما ردت عليه الولايات المتحدة إذ شنت هجوماً على قاعدة ميليشيا في جنوب العراق هذا الأسبوع رداً على التهديد المتزايد.
الحرب الاقليمية موسعة أمر تخشاه جميع الأطراف في مناسبات عدة منذ 7 أكتوبر، تراجعت إسرائيل عن حافة حرب كارثية متعددة الجبهات في 11 أكتوبر، اعتبر المجلس الأمني الإسرائيلي — الذي كان لا يزال مصدومًا من هجوم حماس المفاجئ ويخشى جبهة أخرى في الشمال — ضرباً ضخماً على حزب الله. قرر نتنياهو عدم القيام بذلك.
في 13 أبريل، أطلقت إيران 350 صاروخًا وطائرة مسيرة على إسرائيل لأول مرة في التاريخ انتقامًا لقتل إسرائيل أحد جنرالاتها في سوريا. تحت الضغط الأمريكي، قرر نتنياهو عدم الرد فوراً وبدلاً من ذلك أمر بشن ضربة رمزية على إيران.
والآن، يخشى المسؤولون الأمريكيون أن تكون أحداث الأيام والأسابيع الأخيرة قد خلقت سلسلة من الحسابات المفتوحة التي عازمة إيران ووكلاؤها في المنطقة على تسويتها.
وفي هذا السياق يشعر الرئيس بايدن ومستشاروه الرئيسيون بالاحباط للغاية من الوضع الحالي.رغم كونهم لا يشعرون بالأسف لمقتل لا شاكر ولا هنية، حيث كان شاكر متورطاً في قتل 241 جندياً أمريكياً في بيروت عام 1983، وهنية كان يحتفل بهجوم 7 أكتوبر.
لكن بعد أن اجتمع بايدن مع نتنياهو الأسبوع الماضي في المكتب البيضاوي، اعتقد المسئولون الأمريكيون أنهم كانوا يحققون تقدمًا نحو صفقة لوقف إطلاق النار والرهائن في غزة.
بل علي العكس قتلت إسرائيل هنية، الذي مثل حماس في تلك المحادثات، دون استشارة واشنطن. إن إصرار الإدارة على أن وقف إطلاق النار لا يزال في متناول اليد بدأ يبدو فارغاً.
من ناحية أخرى، يشعر نتنياهو بالجرأة. من حيث بقائه السياسي، كانت هذه أفضل أسبوع لرئيس الوزراء منذ 7 أكتوبر.
بدوره نقل نتنياهو أخبارًا مرحبا بها إلى الشعب الإسرائيلي: قتل هنية، شاكر وتأكيد مقتل قائد حماس العسكري محمد ضيف في ضربة إسرائيلية في وقت سابق من هذا الشهر.
وفي مكالمة وصفها مسئولان أمريكيان بأنها “صعبة”، أخبر بايدن نتنياهو أن الولايات المتحدة ستساعد إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد هجوم إيراني جديد — لكن شدد على أن التهدئة يجب أن تكون الأولوية.
كما إن الإدارة الأمريكية قلقة للغاية من أنه قد يكون من الصعب تعبئة نفس التحالف الدولي والإقليمي الذي ساعد إسرائيل في صد الهجوم الإيراني السابق في أبريل.