محمود الجاف يكتب: من المسؤول عن مقتل إسماعيل هنية؟
من يطَّلع على تأريخ العداء الفارسي للعرب والمسلمين سيجده يتكرر ويعود في كل مرة من حيث بدأ . لكنه يعودُ مُعبأً بالحقد والدم وشَهوة الانتقام. فقد غزونا عشرات المرات وخلفوا ملايين الضحايا على امتداد القُرون. يقول الكاتب الإيراني أجوداني: إن العدو الحقيقي للثقافة الإيرانية وسبب مشاكلنا هم المسلمون فهم (موبوئون.. قذرون.. بشعون.. أغبياء.. جلودهم سوداء) كذلك يصفهُم الكثير من الكُتّاب بأنهُم مُتعطِّشين للدماء مُتوحشين قُساة. لقد تعودوا أن يقتلوا القتيل ويبكوا عليه. بل ويمشوا في جنازته !
واليكم قطرة من بحر تاريخهم الأسود الغادر. انه يوم المشقر «الصفقة» كان من أهم الأيام التي تغنى بها الناس في الجاهلية نظرًا لأهميته العسكرية والأدبية في تاريخ العرب.. سُميَّ بهذا الاسم نسبةً إلى حصن «المُشَقَّر» المعروف في قرية القارة بالأحساء. كما سُمي بيوم الصفقة بسبب صفق الباب عندما أغلقه الفرس ليغدروا بعرب بني تميم. فقد كانت التجارة بين فارس واليمن لا يمكن أن تعبر الجزيرة بأمان إلا في خفارة القبائل العربية لأن جنودهم لا يعرفون مسالك الصحراء.
لهذا كان عليهم دفع رسوم إجبارية على طول الطريق. لكن الفرس غدروا ببني تميم بعد أن اتفقوا أن يتولى غيرهم حماية القوافل على أن يأخذ الجدد أموال الجعالة المخصصة لهم. فاعتبر بنو تميم هذا الأمر إهانة لهم واعتداءً فقاموا بالاستيلاء عليها وأسروا المسؤولين عنها. فأصرَّ كسرى على الانتقام منهم ومنع إرسال «الميرة» أي الحبوب إليهم لمدة عام كامل وكانت هذه السنة من أشد السنوات جدبًا عليهم.
ولم يكتفِ بذلك بل أرسل مناديًا إليهم ينادي بأن كسرى قد عفا عنهم وأن عليهم التوجه إلى حصن المشقر من أجل استلام الميرة وبالفعل ذهبوا إلى هناك. ولكن الجنود قاموا بصفق الباب (أي إغلاقه) ولم يسمح بدخولهم إلا فرادى واحدًا بعد الآخر لأنهم كانوا يقتلون كل من يدخل دون أن يعلم من في الخارج حقيقة ما يدور في الداخل.
لو أردت أن أوثق عمليات الغدر التي قاموا بها على مر التاريخ لرأيتم العجب ولهذا لا تتعجلوا التحليل والتعليل وابحثوا عن المستفيد وستعرفون ما الغاية وماذا يريد؟.. واعلموا أن الدنيا ساحة اللعبة.
وكلنا ندور في فلكها دون رغبة. وكثير منا ضيع دربه وراحل في النهاية إلى ربه.. هل عرفتم الآن من المسؤول عن عملية اغتيال إسماعيل هنية الذي تمت تصفيته في قلب المجمع الرئاسي؟
في تصريح رسمي للدولة الإيرانية قالت: إن صاروخا اطلق من خارج الحدود استهدف الدار التي يقيم فيها . لكن الحرس الثوري قال: إن قذيفة صاروخية أطلقت من مكان قريب على غرفة نومه. كانت هي السبب. واو يا للعجب. أما الكيان الصهيوني المتهم الرئيسي في ما جرى فما الذي قاله يا ترى؟.. قال: إن طائرة مسيرة أو صاروخا اطلق عليه من مبنى قريب. لكن المخابرات الأمريكية قالت شيئا آخر غريب. قالت: إن عبوة ناسفة كانت مزروعة في غرفته والسؤال الآن.. لو كان عدوا من خارج البلد أو حتى في داخله لماذا لم يستهدف المبنى الرئاسي؟ علما انه يبعد عنه مسافة 750 متر فقط. ولو كانت العملية غير متفق عليها لماذا لم يستهدف الشخص الآخر الذي لا يقل أهمية وخطورة عنه وهو زياد النخالة (أمين عام حركة الجهاد الإسلامي) الذي كان يسكن في الغرفة المجاورة له. إذا تم البيع وماتت الأسرار لهذا فجر هذا الدار وهذا النظام مشهور بانه غدار.. أما التهديد والوعيد فهو لا ينقص ولن يزيد. لان هؤلاء مستعدون أن يفعلوا أي شيء من اجل البقاء على كرسي البغاء. يقتلوا الشعوب ويسمحوا لما تسمى الحكومة العراقية بالتطبيع حتى يخزونا ويبرؤوا انفسهم ويدمروا لبنان ويقتلوا شعبه من اجل حقول النفط والغاز أضافه إلى الكثير من الفوازير بينهم والألغاز ..
عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يُلدَغُ المؤمنُ من جُحْرٍ واحد مرتين)
لكننا للأسف لدغنا ألف مرة ولن تكون هذه هي الأخيرة