تقاريرسلايدر

من هو يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي الجديد لحركة حماس؟ 

وُلد السنوار في مُخيَّم خان يونس للاجئين في عام 1962، ونشأ في ظروف صعبة ومعاناة الفقر والقسوة. وتأثرت طفولته بالاعتداءات التي تعرض لها أهالي المُخيَّمات من الاحتلال الإسرائيلي.

وتعدّه إسرائيل “وزير دفاع حماس” لأنه حلقة الوصل بين جناحي الحركة السياسي والعسكري، وتصفه بـ”العنيد ورئيس جناح الصقور في حماس”، كما يُعرف بأنه العقل المدبر لعملية “طوفان الأقصى” التي كبَّدت الاحتلال الإسرائيلي خسائر بشرية وعسكرية هائلة، وهزَّت الصورة النمطية لقدرة أجهزته الاستخباراتية والأمنية.

مَن يحيى السنوار؟

يحيى إبراهيم حسن السنوار، أو يحيى السنوار، القائد البارز في حركة حماس، ينحدر من مدينة المجدل عسقلان التاريخية التي تقع شمال شرقي قطاع غزة التي سقطت في يد الاحتلال الإسرائيلي في عام 1948 وغيَّر اسمها إلى “أشكلون”.

وُلد السنوار في مُخيَّم خان يونس للاجئين في عام 1962، ونشأ في ظروف صعبة ومعاناة الفقر والقسوة. وتأثرت طفولته بالاعتداءات التي تعرض لها أهالي المُخيَّمات من الاحتلال الإسرائيلي. ودرس السنوار في الجامعة الإسلامية بغزة وحصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية.

ترأس الكتلة الإسلامية خلال فترة دراسته الجامعية، وهي الفرع الطلابي لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين. كانت تلك الفترة محورية في حياته وساعدته على الاستعداد للأدوار القيادية التي تولاها في حركة حماس لاحقاً. على الرغم من أنه لم يكن من المؤسسين الأوائل للحركة، فإنه أصبح جزءاً من قيادتها وأسهم في وضع التوجهات والأسس للمقاومة الإسلامية على مدار سنوات كثيرة.

نشاط السنوار السياسي

بدأت النشاطات السياسية ليحيى السنوار بكونه واحداً من رواد القيادة الفلسطينية في مختلف أشكال المقاومة ضد الاحتلال منذ بداية الثمانينيات. يحيى السنوار كان يؤمن بأن هزيمة الاحتلال تتطلب القضاء على جميع أدواته، وعلى رأس هذه الأدوات خنجر العملاء المسموم الذي يتسلل إلى النسيج الفلسطيني.

ولذلك، اقترح يحيى السنوار في ذلك الوقت على الشيخ أحمد ياسين بعض الأفكار التي تعزز الجانب الأمني للمقاومة، ومن أبرزها تأسيس جهاز الأمن والدعوة الذي يُعرف بـ”مجد”. وقاد السنوار فريقاً من الكوادر الأمنية وتتبَّع عدداً من العملاء الذين عملوا لصالح الاحتلال الإسرائيلي.

مع مرور الوقت، أصبح “مجد” النواة الأولى لتطوير النظام الأمني الداخلي لحماس. وبالإضافة إلى إجراء التحقيقات مع عملاء إسرائيل، أصبح دور “مجد” يتضمن تتبع ضباط المخابرات وأجهزة الأمن الإسرائيلية بشكل مماثل.

اعتقال السنوار

تعرض يحيى السنوار للاعتقالات المتكررة خلال نشاطه الداخلي. ففي عام 1982، اعتُقل لأول مرة وأُفرج عنه بعد عدة أيام، ثم اعتُقل مرة أخرى في نفس العام وحكم عليه بالسجن لمدة 6 أشهر بسبب نشاطه المقاوم.

وعام 1985، اعتُقل مرة أخرى لمدة 8 أشهر بتهمة تأسيس جهاز الأمن الخاص لـ”حماس” المعروف بـ”مجد”، وكان هذا الجهاز يقاوم الاحتلال في قطاع غزة ومكافحة المتعاونين معه من العملاء المحليين. واعتُقل للمرة الثالثة في 1988 وحُكم عليه بالسجن المؤبد أربع مرات، بتهمة تأسيس جهاز “مجد” الأمني والمشاركة في تأسيس الجهاز العسكري الأول لحركة حماس.

وقضى السنوار 23 عاماً متواصلة في سجون الاحتلال، منها أربع سنوات في العزل الانفرادي. وخلال فترة اعتقاله، تولى قيادة الهيئة القيادية العليا لأسرى “حماس” في السجون وشارك في سلسلة من الإضرابات عن الطعام، بما في ذلك إضرابات أعوام 1992 و1996 و2000 و2004.

تحرير السنوار

أُطلق سراح يحيى السنوار عام 2011 ضمن صفقة “وفاء الأحرار”، حيث أُطلق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل الإفراج عن 1027 أسيراً فلسطينياً.

احتُجز شاليط في 25 يونيو 2006 على يد مقاتلين من “كتائب عز الدين القسام” التابعة لحركة “حماس”، و”ألوية الناصر صلاح الدين” التابعة للجان المقاومة الشعبية، و”جيش الإسلام”، في عملية عسكرية متقدمة تُعرف باسم “الوهم المتبدد”. وتعدّ هذه العملية من أكثر العمليات التي نفَّذتها الفصائل الفلسطينية تعقيداً منذ بدء انتفاضة الأقصى الثانية.

صفقة “وفاء الأحرار” جرت بعد أكثر من 5 سنوات قضاها شاليط في الأَسْر في مكان سرِّي بقطاع غزة، حيث فشلت إسرائيل بكل قدراتها الاستخبارية وعملائها في الوصول إليه. كما فشلت العملية العسكرية التي شنتها في نهاية عام 2008 وبداية عام 2009 في إنقاذه من الأسر.

ما بعد السجن

وبعد الإفراج عن يحيى السنوار من السجن شارك في انتخابات حركة حماس الداخلية عام 2012، وفاز بعضوية المكتب السياسي للحركة.

في فبراير 2017، انتُخب يحيى السنوار رئيساً لحركة حماس في قطاع غزة. ووفقاً لمقال نشرته جريدة الغارديان في 2017، كان وصول يحيى السنوار إلى هذا المنصب خطوة مهمة لإعادة تعريف سياسة الحركة.

تعرض يحيى السنوار لضغوط من الولايات المتحدة، إذ صُنف مع اثنين من قادة حماس الآخرين (محمد الضيف وروحي مشتهى) على قائمة الشخصيات الإرهابية الدولية. كما وضعت إسرائيل يحيى السنوار على قائمة المطلوبين للتصفية في قطاع غزة.

وتعرض منزل السنوار، للقصف والدمار مرتين؛ مرة في عام 1989 ومرة أخرى خلال العدوان على قطاع غزة في عام 2014.

مؤلفات يحيى السنوار

يتميز يحيى السنوار بإتقانه اللغة العبرية، وله الكثير من المؤلفات والترجمات في المجالات السياسية والأمنية. من بين أبرز مؤلفاته:

كتاب “المجد” أصدره خلال فترة اعتقاله من داخل سجون الاحتلال، وهو كتاب يرصد عمل جهاز “الشاباك”.

ترجمة كتاب “الأحزاب الإسرائيلية عام 1992″، وهو كتاب يتطرق إلى الأحزاب السياسية في إسرائيل خلال تلك الفترة.

– كتاب “حماس: التجربة والخطأ”، وهو كتاب يتناول تجربة حركة حماس وتطورها على مر الزمن.

– رواية أدبية بعنوان “شوك القرنفل”، التي تحكي قصة النضال الفلسطيني منذ عام 1967 حتى انتفاضة الأقصى.

السنوار خلفاَ لهنية

كانت قد أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اختيار رئيسها في قطاع غزة يحيى السنوار ليكون رئيسا للمكتب السياسي للحركة خلفا للراحل إسماعيل هنية الذي اغتيل في العاصمة الإيرانية طهران قبل أسبوع.

وقالت الحركة في بيان مقتضب نشرته مساء يوم الثلاثاء الماضي “تعلن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن اختيار القائد يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة خلفا للقائد الشهيد إسماعيل هنية رحمه الله” وقال مصدر خاص للجزيرة نت إنه تم اختيار السنوار بالإجماع عبر آليات التصويت المتبعة داخل الحركة.

من جانبه، قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان خلال مقابلة مع الجزيرة إن اختيار السنوار “يدل على أن الحركة تدرك طبيعة المرحلة”.

وأوضح حمدان أن تدرج السنوار منذ سنوات شبابه في مواقع عديدة داخل الحركة جعله مؤهلا لقيادتها في هذه المرحلة، مشيرا إلى أنه سيكون حوله فريق في قيادة الحركة عونا وسندا له.

وتابع قائلا “رغم كل معاناة شعبنا والإرهاب الذي يمارسه الاحتلال والمجازر اليومية المرتكبة بحق شعبنا… فإن هذه الحركة لا تزال صامدة في الميدان ولا تزال صامدة في السياسة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى