الثلاثاء أكتوبر 8, 2024
تقارير سلايدر

تزايد الانتشار العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط وموسكو تحاول احتواء التصعيد

مشاركة:

أدى تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران إلى دفع المنطقة إلى شفا الحرب، مع تأكيد الولايات المتحدة التزامها بالدفاع عن إسرائيل.

وتتمتع الولايات المتحدة بحضور عسكري كبير في الشرق الأوسط، مع حوالي 45 ألف جندي، وقواعد عديدة، وأساطيل جوية وبحرية هائلة، مما يزيد من المخاوف من صراع إقليمي محتمل.

وقد أدى اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران الأسبوع الماضي ومقتل قائد حزب الله فؤاد شكر في لبنان إلى تصعيد التوترات، مما أثار تكهنات بشأن الرد الإيراني المحتمل.

وبينما يراقب العالم الخطوة التالية التي قد تتخذها طهران، تثار تساؤلات حول الكيفية التي ستدعم بها الولايات المتحدة حليفتها القديمة إسرائيل.

يعود الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط إلى عقود من الزمن، وبلغ ذروته في عام 2007 مع وجود 160 ألف جندي في العراق وأكثر من 100 ألف في أفغانستان في عام 2011.

ورغم تقليص حجم القوات في العراق والانسحاب من أفغانستان في عام 2021، نشرت الولايات المتحدة قوات إضافية في المنطقة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر.

وبحسب تقارير إعلامية أمريكية، فإن الجيش ينشط انطلاقا من قواعد عديدة في مختلف أنحاء المنطقة، ويحافظ على قوة دورية يبلغ قوامها نحو 45 ألف جندي.

وأكبر قاعدة هي قاعدة العديد الجوية في قطر، التي أنشئت في عام 1996، والتي تعد بمثابة المقر الإقليمي للقيادة المركزية الأميركية (CENTCOM) ويتمركز هناك نحو 8000 جندي، مما يؤكد أهميتها الاستراتيجية.

وفي البحرين، يستضيف مقر الأسطول الخامس الأميركي نحو 9 آلاف فرد اعتباراً من عام 2022، في حين تستضيف الكويت، وهي مركز لوجستي رئيسي خلال حرب العراق عام 2003، 13500 جندي.

تستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة حوالي 3500 عسكري أمريكي، بالإضافة إلى الموانئ الحيوية للبحرية الأمريكية.

الأردن، الحليف المهم، يستضيف حوالي 3000 جندي أمريكي، على الرغم من الهجوم المميت على قاعدة تاور 22 التابعة له من قبل ميليشيات عراقية مدعومة من إيران في يناير. إن القرب الجغرافي للأردن من إسرائيل والعلاقات القوية مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تجعله محوريًا للعمليات الاستخباراتية في سوريا والعراق.

اعتبارًا من ديسمبر 2022، كان أكثر من 2700 جندي أمريكي متمركزين في المملكة العربية السعودية لتدريب وتقديم المشورة لقواتها المسلحة وحماية المصالح الأمريكية في المنطقة من إيران ووكلائها. وتساهم سلطنة عمان، التي تستضيف بضع مئات من أفراد القوات الجوية، وعمليات انتشار أصغر أخرى في جميع أنحاء المنطقة، في الاستراتيجية العسكرية الأمريكية الأوسع.

وفي إسرائيل، يشمل الوجود الأمريكي قاعدة “الموقع 512” السرية، التي تشكل أهمية بالغة في مجال المراقبة بالرادار ضد التهديدات الصاروخية الباليستية. كما تدعم القوات الأمريكية نظام الدفاع الصاروخي “القبة الحديدية” في قاعدة نيفاتيم الجوية في صحراء النقب.

العراق وسوريا

تحتفظ الولايات المتحدة بنحو 3500 جندي في العراق وسوريا. وفي العراق، خفضت الولايات المتحدة وجودها العسكري إلى 2500 جندي في عام 2021، وتحولت بالكامل إلى أدوار استشارية غير قتالية وتتركز هذه القوات، المتمركزة في قواعد من بينها قاعدة الأسد الجوية في محافظة الأنبار غربي العراق، على تدريب القوات العراقية وتقديم الاستشارات ودعم جهود الاستخبارات ضد داعش.

لدى الولايات المتحدة حاليا نحو 900 جندي من القوات الخاصة في سوريا لدعم الجماعة الإرهابية YPG/PKK، والتي تستخدم اسم قوات سوريا الديمقراطية.

وتملك الولايات المتحدة قواعد أصغر مثل حقل العمر النفطي والشدادي، معظمها في شمال شرق البلاد، وموقعا صغيرا يعرف باسم حامية التنف بالقرب من حدود سوريا مع العراق والأردن.

القوة البحرية

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن نشر المزيد من السفن الحربية والطائرات في الشرق الأوسط عقب اغتيال هنية، لتعزيز وجودها في البحر الأبيض المتوسط ​​والبحر الأحمر.

توجد 18 سفينة أمريكية في المنطقة، بما في ذلك حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس ترومان وثلاث مدمرات صواريخ موجهة – يو إس إس لاسين، ويو إس إس فاراغوت، ويو إس إس فوريست شيرمان – بالإضافة إلى طراد الصواريخ الموجهة يو إس إس نورماندي.

هذا وقد أعلنت الولايات المتحدة أنها ستنشر حاملتي طائرات هما يو إس إس جيرالد فورد ويو إس إس أيزنهاور، وسفن الدعم، ونحو 2000 من مشاة البحرية بعد السابع من أكتوبر.

وأمرت البنتاجون أيضا بنشر طائرات مقاتلة إضافية لدعم أساطيل الطائرات من طراز A-10 وF-15 وF-16 الموجودة في الشرق الأوسط.

في المقابل تحاول موسكو  احتواء التصعيد في الشرق الأوسط فى حين انتظار وترقب العالم الرد الإيراني على إسرائيل بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.

توضح فرانس24: “لعبة المصالح” الروسية ومقاربة الكرملين البراغماتية لسبل دعم طهران دون الانزلاق إلى صدام مباشر غير محسوب العواقب مع الغرب.

حرب إقليمية شاملة

وكانت روسيا قد دانت “تصفية” هنية داعية كافة الأطراف إلى عدم اتخاذ خطوات من شأنها أن تدفع نحو حرب إقليمية شاملة.

وعلى الرغم من أن بوتين لم يعلق علنا حتى الآن على التصعيد الأخير، فإن كبار المسؤولين الروس قالوا إن أولئك الذين يقفون وراء مقتل هنية يسعون إلى تبديد أي أمل في إحلال السلام في المنطقة وجر الولايات المتحدة إلى الانخراط في عمل عسكري.

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *