تقارير

التنسيق بين خامنئي وبزكشيان يفجر أزمة جديدة في وجه نظام الملالي

بعد تصريحات بزشكيان عند تقديم أعضاء حكومته إلى البرلمان الرجعي، والتي أشار فيها إلى أن كل ذلك قد تم بموافقة خامنئي وحتى بأمر منه، اندلعت موجة من الاستياء داخل النظام، من أعلى الهرم إلى البرلمان وغيرهم. تساءل العديد من المنتقدين: لماذا يضع بزشكيان سمعة الولي الفقيه على المحك؟ بعبارة أخرى، قام بزشكيان بتعريض سمعة النظام المتداعية للخطر.

ومع ذلك، في يوم الثلاثاء، خرج خامنئي بنفسه للرد على هذه الانتقادات. في محاولة للهروب إلى الأمام، حاول تبرير هذه الفضيحة، ووصفها بأنها “نعمة كبيرة” و”نجاح عظيم” في إقناع البرلمان، مما أدى إلى فضيحة أكبر من سابقتها.

وأثناء إشادته ببزشكيان، تناول خامنئي عملية اختيار الوزراء، قائلاً: “تشاور الرئيس معي، وأكدتُ الأشخاص الذين أعرفهم أو الذين وصلت إليّ معلومات عن مؤهلاتهم من مصادر موثوقة. وأيدتُ بعضهم، بينما لم أكن على دراية كافية بآخرين، فقلت إنه ليس لدي رأي فيهم. تمكنوا من إجراء الانتخابات وإقناع البرلمان، وكان هذا نجاحاً كبيراً… إنها نعمة عظيمة”.

حرس النظام الإيراني، العمود الفقري لاستراتيجية خامنئي في التدخل الإقليمي

بهذا الأسلوب، أصبح من الواضح تماماً أن ما كشفه بزشكيان تم بتنسيق وموافقة الولي الفقيه نفسه، وأن خامنئي الآن ملزم بتأكيد هذه الكلمات. والطريقة الوحيدة التي وجدها هي “الهروب إلى الأمام” واعتبار الفضيحة “نعمة كبيرة” و”نجاحاً كبيراً”.

ومع ذلك، فإن هذه الفضيحة التي طالت النظام بأكمله من خلال اعترافات بزشكيان، باتت واضحة للغاية بحيث لا يمكن تغطيتها أو تبريرها.

وفي هذا السياق، كتب حسين شريعتمداري، ممثل خامنئي في صحيفة كيهان في 22 أغسطس، بعد يوم من اعترافات بزشكيان في مجلس النظام: “ألمح السيد بزشكيان، وأحياناً أوضح بشكل صريح في الجلسة المفتوحة للمجلس بالأمس، وقبل ذلك، أن هناك تنسيقاً مع القائد المعظم للثورة في اختيار جميع الوزراء! وأصبح ادعاؤه على الفور ذريعة لأعداء النظام لاستخدام تصريحات السيد بزشكيان لتقويض الديمقراطية والإساءة إلى البرلمان وحتى سلطات الرئيس في جمهورية إيران الإسلامية!”

وأضاف ممثل خامنئي في كيهان مخاطبًا الرئيس المعيّن من قبله: “السيد بزشكيان، إن ادعاء الأمس غير الصحيح، كما هو متوقع، قد لقي ترحيبًا واسعًا من قبل أعداء النظام اللدودين. وبما أنك اليوم رئيس كل الشعب ورمز النظام المقدس لجمهورية إيران الإسلامية، فمن المتوقع أن تصحح تصريحاتك التي أدليت بها بالأمس، وتمنع الأعداء من استغلالها وتحبط نواياهم كما هو الحال دائمًا”.

ايران

والآن، نجد أنفسنا أمام فضيحة مضاعفة؛ إذ أن خامنئي بنفسه، في أقل من أسبوع، قام بتأكيد تصريحات بزشكيان تحت ستار “نجاح كبير” في “إقناع البرلمان”. بهذه الخطوة، فتح الباب على مصراعيه ليكشف أن رئيسه ليس إلا خادمًا مطيعًا، وأن البرلمان مجرد واجهة شكلية، وأن الحكومة تم تشكيلها وفقًا لأوامره.

 

في 21 أغسطس، حين كان بزشكيان يدلي باعترافاته في برلمان النظام حول حكومته، كان مدركًا لحجم الفضيحة التي تسبب بها. لذلك، خاطب البرلمان عدة مرات قائلاً: “لماذا تجبروني على قول مثل هذا الشيء؟”

 

مباشرة بعد تصريحات بزشكيان، كتب الملا رسايي، عضو برلمان النظام: “بعد نفقات غير مسبوقة”، حصل بزشكيان من جيب خامنئي على “الثقة لكامل حكومته من قبل البرلمان!”

 

والآن، يأتي كلام خامنئي لتأكيد تصريحات الرئيس التابع له، ووصف ذلك بأنه “نجاح كبير” في “إقناع” البرلمان الذي يقوده، ليتحول الأمر إلى هذيان فاضح

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى