د. محمد وفيق زين العابدين يكتب: حكم «القسامة»
من أحكام الإسلام المُلفتة للنظر؛ حكم «القسامة».. ماذا تعني؟!
عادة من عادات العرب وأقرها الإسلام وهذبها، إذا وجد في قرية ما قتيلًا، لم يُعرف قاتله؛ يحلف بالله تعالى مجموعة كبيرة من أهل القرية بأنهم لا يعرفون قاتله، فإذا امتنعوا؛ دفعوا جميعًا ديته!
ما ذنب أهل القرية؟!
لماذا أقر الشرع هذا الحكم الغريب في حقهم؟!
حفظًا للدماء والأرواح من أن تُهدر ظلمًا، فيُلزم أهل المكان بديته لأنهم فرطوا في عدم تحري القاتل وأهملوا في الحذر من إيوائه ومنعه.. وجبت في ذمتهم الدية صيانةً لدم الناس، لأنهم لم يصونوا مكانهم ويحفظوه!
فالإسلام بطبيعته دين جماعة، لا يعرف “ما دخلي أنا؟!”، “ليس لنا علاقة”، “ما ذنبنا نحن؟!”..
فما بالك لو أن القاتل معروف، وقتاله واجب، وسفك الدماء لا يخفى على ذي عين!
قال الله تعالى: “واتقوا فتنةً لا تُصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصةً واعلموا أن الله شديد العقاب”
فالفتنة إذ حَلت بقوم لا تُصيب الظالمين خاصةً، بل تعمُّهم والصالحين.. سُئل النبي صلى الله عليه وسلم: أنهلكُ وفينا الصالحون، قال: “نعم، إذا كَثُر الخبث ثم يُحشرون على نياتهم”!
لماذا؟
لأن الله عز وجل يُراقبنا ويُحاسبنا على ما فعلناه مما لم يكن علينا أن نفعله، وما لم نفعله في الوقت الذي كان يجب علينا أن نفعله!