8 سبتمبر.. اليوم العالمي لمحو الأمية
تُقام الاحتفالات السنوية باليوم الدولي لمحو الأمية، يوم 8 سبتمبر، في جميع أنحاء العالم منذ عام 1967م، ويكمن الهدف من هذا اليوم في تذكير واضعي السياسات والأخصائيين وعموم الجمهور بأهمية محو الأمية الحاسمة لإنشاء مجتمعات أكثر استدامة وعدلاً وسلاماً وإلماماً بمهارات القراءة والكتابة.
قال بيان المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية 8 سبتمبر 2024م:
تعيش الدول العربية اليوم، على غرار بقية دول العالم، تحدّيات عديدة تشمل بالأساس قطاع التعليم، إذ تشير تقديرات مرصد الألكسو الإحصائية حتى العام 2030 إلى أن عدد الأميين الذي ناهز 68.656 مليونا عام 2018، قد يبلغ 98.609 مليونا بحلول عام 2030 (منهم 40.684 مليونا من جنس الذكور و57.925 مليونا من جنس الإناث). (النشرة الإحصائية التاسعة لمرصد الألكسو، مارس 2023). كما يقدّر المرصد أن 16.192.388 مليونا من تلاميذ التعليم العام في الدول العربية عام 2024 سيكونون خارج المدرسة، منهم 6.086.687 مليونا من تلاميذ الابتدائي، و2.957.055 مليونا من الإعدادي و7.148.645 مليونا من الثانوي.
وتفاعلا مع هذا الوضع التعليمي الدقيق الذي يمسّ أهمّ قطاعات المجتمع العربي، تولي المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في هذه السنة أهمية بالغة لليوم العالمي لمحو الأمية وتؤكّد بالمناسبة ضرورة التفكير في الحلول الاستراتيجية لكسب رهانات جودة التعليم في الوطن العربي. كما تذكّر الألكسو بأهمّيّة رسالة التعليم ورهاناتها التاريخية، وتثمّن في ذات الوقت أهمية الجهود الدولية الساعية إلى تحويل التعليم بما يفضي إلى التمكين الاجتماعي والاقتصادي للجميع لبناء مجتمعات هادئة، منصفة وعادلة تكون خالية من الأمية وأكثر إلماما بالقراءة والكتابة..
وتفاعلا مع تطور مفهوم محو الأمية في السياق الدولي الحديث، تؤكّد المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم من خلال رؤيتها المستقبلية الواردة بخطتها الاستراتيجية 2023/2028 تفاعلها الإيجابي مع الثّورة الرّقمية التي شملت كل مناحي الحياة لتفترض معالجة قضيّة الأمّيّة في مفهومها الحضاري الذي يتجاوز الأمّيّة الأبجديّة إلى الأميّة الرقميّة والثقافيّة. وتؤكّد بذلك الألكسو من خلال مختلف مشاريعها في مجالات التربية والثقافة والعلوم والتكنولوجيا ضرورة تجديد منهجيات العمل ومقاربات محو الأمية في الوطن العربي.
وبهذه المناسبة السنوية تثمّن الألكسو الجهود الوطنية للدول العربية التي بذلت في إطار تنفيذ خططها الوطنية والأطر العربية (العقد العربي لمحو الأمية، 2015/2024) والدولية (خطة التنمية المستدامة 2030، مخرجات قمة تحويل التعليم، إطار مرّاكش الدولي لتعليم الكبار). وتؤكّد على ضرورة تعزيز الجهود العربية من أجل بناء المشاريع وتنويع الأنشطة وتدبير الإجراءات الكفيلة بالتمكين الفردي والاجتماعي. وذلك في إطار منهج تشاركي يعزّز من الجهود التنموية للحكومات العربية والمنظمات الإقليمية والدولية ومؤسسات المجتمع المدني.
وبكل هذه المعاني، تعتبر المنظمة أن محو الأمية مشروع إنساني دولي وركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز العدالة المجتمعية، وتؤكّد الألكسو أنه من بين الدروس المستخلصة من هذا الموعد الدولي الإنساني النبيل، تعزيز الوعي الجمعي العربي بأهمية القراءة والكتابة والتمكين الاجتماعي والثقافي والعلمي والاقتصادي لأفراد المجتمع. وتجدّد الألكسو بهذه المناسبة التزامها وانخراطها المسؤول مع الجهود العربية والدولية لتوفير فرص التعليم وتعزيز جودته وبناء مستقبل أجيال عربية أكثر إشراقا.