تقارير

“عدنان مندريس”.. شهيد الأذان والحرية

(علي عدنان إرتكين مندريس)

الميلاد: 1899م، إيدين، تركيا (جذوره من تتار القرم)

الوفاة: 17سبتمبر1961م. (تم إعدام مندريس، في جزيرة إيمرالي في بحر مرمرة)

–  رئيس وزراء تركيا في الفترة ما بين 1950م – 1960م.

(كان النظام في تركيا برلمانيًّا، ورئيس الوزراء هو الحاكم الأول للبلاد، مثل دولة الصهاينة، ورئيس الجمهورية مجرّد منصب شرفي،، حتى ألغى أردوغان ذلك في 2018م)

– كان مندريس خطيبًا مفوّهًا، وصاحب قلم قوي ومؤثّر، ولذا بدأ رحلة العمل السياسي منذ أن كان طالبا في الجامعة.

شهيد الأذان

– لم يكن مندريس إسلاميا، بل (علماني معتدل) وكان يصرّح دائمًا أنه علماني ليبرالي، ولكنه كان يرى أن عداء علمانية أتاتورك للإسلام، أوجد صراعًا اجتماعيًا استهلك موارد البلاد، وحرمَ الأتراك من تاريخهم وإرثهم، ولذا مضى في إجراء مصالحة مع الإسلام، من خلال السماح بالأذان باللغة العربية (كان الجيش التركي يقتل كل من يحاول الأذان باللغة العربية ومن يتحدث بها من الأتراك) كما أعاد مندريس المدارس الدينية، وطبع وتوزيع الكتب الإسلامية، وأدخل الدروس الدينية إلى المدارس العامة، وفتح أول معهد ديني، إلى جانب مراكز تعليم القرآن الكريم.

وهو ما اعتبره العلمانيون انقلابًا صريحًا على تركيا العلمانية.

– قام بحملة تنمية شاملة في تركيا شملت تطوير الزراعة، وافتتاح المصانع، وتشييد الطرقات والجسور والمدارس والجامعات، وفي عهد حكومته استطاع تطوير الاقتصاد وتقلصت البطالة، وتحررت التجارة، وساد الاستقرار السياسي.

– كان العسكريون الأتراك لا يستسيغون مندريس، ولا حزبه، ولا سياسته، فهم لا يتقبّلون وجود شخص مدني على رأس الحكومة التركية، وكانوا يرددون أن مندريس ليس ليبراليا كما يزعم، ولكنه (إسلامي) يجيد استخدام “التَّقِيَّة”..(التَّقيّة هي أن تُظهِر  عكس ما تُبطِن)

– استيقظ الأتراك صبيحة يوم 27 مايو عام 1960م، على صوت “العقيد ألب أرسلان توركس” يذيع بيان الانقلاب على الحكومة الشرعية المنتخبة، وكان “ألب أرسلان تروكس”  قد تلقى تدريبًا في المخابرات الأمريكية، وظل على صلات سرية بالمخابرات الأمريكية.

– ألقت قوات الجيش القبض على (جلال بايار)، رئيس الجمهورية، و”عدنان مندريس” رئيس الوزراء، ثم عقدت محاكمة عسكرية لهم، ووُجِّهَت لهما قائمة طويلة من الاتهامات، على رأسها تهمة  قلب النظام العلماني وتأسيس دولة دينية.

منعت المحكمة مندريس من الكلام، ومزّقَ القاضي العسكري الأوراق التي قدّمها (مندريس) على الملأ، وسخرَ هذا القاضي من الأديان، ومن الخالق عز وجل،، وأصدرت المحاكمة الحُكم بالإعدام على (عدنان مندريس)

وفي اليوم التالي لصدور الحكم في 17 سبتمبر 1961م، تم إعدام مندريس شنقا..

يسري الخطيب

- شاعر وباحث ومترجم - مسؤول أقسام: الثقافة، وسير وشخصيات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى