تقارير

فاجعة منجم طبس تعكس الوضع المزري لملايين العمال في إيران

مرة أخرى، وقعت مأساة مؤلمة أودت بحياة عدد من العمال المحرومين في وطننا. هذه المرة حدثت الفاجعة في منجم الفحم بطبس، حيث قُتل أكثر من 50 عاملاً بسبب انفجار في أعماق الأرض. عندما وقع الانفجار، كان 70 عاملاً يعملون في باطن الأرض، ومن المتوقع أن يزداد عدد الضحايا مع استخراج المزيد من الجثث.

وبحسب تقارير متطابقة فإن المسئول الرئيسي عن هذه الفاجعة وغيرها من الكوارث التي تودي يومياً بحياة عدد من عمال وطننا هو نظام الملالي، الذي لا يُعير أي اهتمام لحياة العمال، وينظر إليهم فقط كأداة للاستغلال. ولهذا السبب، فإن معدلات الوفيات الناجمة عن حوادث العمل تزداد باستمرار.

وفقاً لتقرير منظمة الطب الشرعي التابعة للنظام، فقد لقي 2115 شخصاً مصرعهم في حوادث العمل العام الماضي ويُعتبر عمال المناجم من بين الأكثر تعرضاً للخطر. فمنذ عام 1993، يُقتل سنوياً 105 عمال في المتوسط نتيجة حوادث في مناجم الفحم في البلاد..

الوضع المزري للسلامة في هذه المناجم بعيد جداً عن المعايير الدولية. وفقاً للعمال، فإنهم يعملون في بعض الأحيان مع خوذات أمان مكسورة وأجهزة تهوية معطلة تُطفأ لتقليل تكاليف الكهرباء.

و يحدث هذا على الرغم من أن مناجم الفحم، بسبب إنتاجها لغاز الميثان، تُشبه برميل بارود يمكن أن ينفجر بأي شرارة. وهذه الحوادث تتكرر كل عام عدة مرات.

حادثة منجم طبس تشبه كثيراً حادثة منجم الفحم “زمستان يورت” في محافظة كلستان في مايو 2017 و في تلك الكارثة، قُتل 43 عاملاً وأُصيب 70 آخرون. على الرغم من الانتهاكات الواضحة للمعايير الأمنية، لم يُحاسب المسؤولون عن تلك الحادثة مطلقاً. حتى مطالبات الضحايا، الذين لم يتقاضوا رواتبهم لعدة أشهر، دُفنت مع جثثهم المحطمة، وتُرك الناجون لمصيرهم.

إدارة وتحكم أغلب المناجم في البلاد، بشكل مباشر أو غير مباشر، في يد الحرس والقوات المسلحة للنظام. حيث يُعد مقر «خاتم الأنبياء» التابع للحرس أكبر مقاول لبناء واستغلال المناجم في جميع أنحاء البلاد.

في 14 نوفمبر 2023، وافق مجلس النظام على مشروع قانون يُلزم وزارة الصناعة والمناجم والتجارة بمنح تصاريح استغلال المناجم الواقعة داخل الثكنات العسكرية للقوات المسلحة (معدن نيوز – 14 نوفمبر 2023).

«المناجم الواقعة داخل الثكنات العسكرية» هي مجرد تمويه سخيف ولا تحمل أي جدية. فمنذ سنوات، الحرس يستثمر في قطاع الصناعات والمناجم. على سبيل المثال، صرح المدير العام للصناعة والمناجم والتجارة في خراسان رضوي بأن عملية التنقيب عن مناطق معدنية بمساحة 3000 كيلومتر مربع في المنطقة الحدودية لهذه المحافظة مع أفغانستان قد أُسندت إلى الجيش .

في السنوات الأخيرة، بالتوازي مع تدهور معايير السلامة في المناجم التي تم تسليمها إلى الحرس والقطاع المختلط، أصبح الأمن الوظيفي للعمال في أدنى مستوياته. حيث يزداد عدد العمال الذين يتم تشغيلهم بعقود شهرية أو ثلاثة أشهر أو حتى دون توقيع عقود، مع إلزامهم بتقديم تعهدات بالصمت وعدم المطالبة بحقوقهم. فعندما انفجر منجم «زمستان يورت»، لم يكن أي من عماله مؤمناً بمزايا العمل في بيئات خطرة، وكانوا لم يتلقوا رواتبهم لعدة أشهر.

وفقاً لصحيفة “اعتماد” (20 يونيو 2024)، منذ اذار عام 2022 حتى يونيو 2024، نظم آلاف عمال مناجم الفحم والنحاس والحديد والكروم في محافظات كرمان ومازندران ويزد وخراسان رضوي وخراسان الجنوبية وسمنان، احتجاجات استمرت من ساعات إلى أسابيع، مطالبين بحقوقهم القانونية. ومن بين 12 احتجاجاً للعمال خلال هذه الفترة، كانت 10 احتجاجات تركز على تأخير دفع الأجور وزيادة الأجور.

حرس النظام الإيراني، العمود الفقري لاستراتيجية خامنئي في التدخل الإقليمي

وبالتالي، فإن عمال المناجم، على الرغم من العمل في ظروف بالغة الصعوبة، سواء في أعماق تصل إلى 1000 متر تحت الأرض أو في ظروف أسوأ من تلك التي عاشها العبيد في العصور القديمة، محرومون من جميع حقوقهم. فهم لا يفتقدون فقط لأبسط تجهيزات السلامة المستخدمة في المناجم في العالم، بل تُسرق حتى رواتبهم الضئيلة، ولا تصل أصوات احتجاجاتهم إلى أحد، لأن سيف الطرد بدون دفع الرواتب المتأخرة دائماً يلوح فوق رؤوسهم.

عقب مقتل أكثر من 52 عاملا في انفجار منجم للفحم في مدينة طبس شمال شرق إيران اعلنت السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية  الحداد لمدة 3 أيام مشيرة إلي إن معاناة عمال وطننا لن تنتهي إلا بالإطاحة بنظام الملالي وتحقيق إيران خالية من اضطهاد نظامي الشاه والملالي.

وقررت السيدة مريم رجوي في بيان لها” إعلان الحداد لمدة 3 أيام إثر وفاة مأساوية لأكثر من 50 عاملاً كادحًا من عمال منجم طبس المظلومين

مشيرة إلي أنه  في ظل نظام الملالي المعادي للعمال، لا تُعطى أي قيمة لحياة وأرواح العمال ولا تثير أي اهتمام حيث تتكرر الكوارث والمشاهد المؤلمة باستمرار، دون أن يُتخذ أي إجراء جاد لإنقاذهم :

واشارت رجوي إلي أن خامنئي ونظامه الإجرامي هما المسؤولان الرئيسيان عن كارثة طبس وفقدان أرواح العمال المحرومين والمضطهدين.

متقدمة  بأحر التعازي والمواساة القلبية إلى عائلات الضحايا وأهاليهم المتضررين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى