د. ياسر عبد التواب يكتب: التوظيف للأحداث والشخصيات والمشكلات
يعد التوظيف ممارسة متوقعة في كافة الأنشطة الإنسانية فهي تعني إمكانية الاستفادة من الفرص التي تتيحها تلك الأحداث لدعم تلك الأنشطة
وسواء كانت تلك الأنشطة اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية أو إعلامية
التوظيف يختلف عن التوجيه للأحداث على أساس أن التوجيه يكون غالبا في البدايات بينما يعمل التوظيف على الاستفادة من النتائج والنهايات
كما يمتد التوظيف ليشمل كذلك الاستفادة من الشخصيات والمشكلات بخلاف استفادته من الأحداث ومن الأحداث الاكتشافات العلمية والمؤسسات الإعلامية والنظم والاختراعات الحديثة (توظيف الذكاء الصناعي في الإعلام والدعوة كما يوظف في سبل أخرى)
أنواع التوظيف
قد يكون هذا التوظيف تلقائيا بعد وقوع الأحداث وقد يكون مشاركا في تصنيع الأحداث ليعد هنا التوظيف مخططا له
أي أن من أنواع التوظيف توظيف تلقائي وآخر مخطط له أو مفتعلا (اعتقال شخصيات فاعلة يؤثر على أتباعهم ويشتتهم كما يربك أسرهم ويشردهم) وهذا جزء من الضغط عليهم
وكما يحدث في الحروب أيضا يكون التوظيف لاستهداف المدنيين موظفا في اتجاهات مختلفة سياسية وعسكرية واقتصادية وفرض واقع جديد الخ
مثلا: توظيف احداث 7 أكتوبر من أجل ترحيل الفلسطينيين وتقليل أعدادهم بقتلهم ومن اجل تنكب إيجاد دولة فلسطينية متفقا عليها سابقا في أوسلو
وفي نفس الوقت بالمقابل توظيف الحدث لإفادة القضية بإحيائها وبنشر الأحداث عالميا وبكسر الصورة النمطية عن قوة العدو وبمحاولة الحصول على مكاسب متنوعة
من زاوية أخرى يكون التوظيف واضحا وخاصة حين يوظف في أمور قانونية وشرعية وقد يكون خفيا مستترا حين يستخدم في الأمور غير القانونية أو غير الشرعية
وهنا يصلح أن يكون التوظيف لشيء متوقع وإن لم يكن مخططا لوقوعه فمثلا قياس القوة البشرية للطاقة المنتجة ونسب الطفولة والشباب وتوقعات الخصوبة النسائية في مجتمع ما قد يتم توظيفه على كافة الأصعدة: الاقتصادية – الاجتماعية – السياسية
حتى توظيف الشخصيات سواء المشهور وهذا أساس أو من المؤثرين في المؤسسات (بعضهم خبراء أو تكنوقراط) لخدمة المخطط له والتأثير في الرأي العام وصناعته أحيانا
وفي هذا الصدد قد يكون الشخصية غير متوقع حضورها (صدفة مثلا) أو تعاطفها وحين نكتشف ذلك فمن المهارة توظيف وجوده أو تحمسه أو تعاطفه
نتوقع ان تكون المواليد المعتادة بحدود كذا فيوظف الاقتصادي هذا التوقع لمشاريع والقطاع الصحي لمشاريع أخرى والسياسي كذلك – إضافة للقطاعات التعليمية والاجتماعية والتنفيذية بل حتى فرص العمل توجيه القوة إليها من أجل التوظيف اللاحق لها ومن ثم يجد الإعلام دوره في التخطيط للتوظيف لذلك الحدث وفقا لتوجه المؤسسة الإعلامية
قد يكون هذا التخطيط للتوظيف جزءا من خطط معينة (الجانب المشروع منه) أو حتى جرائم ومؤامرات (الجانب غير المشروع أو المنحرف)
وهناك نوع آخر وهو المبادأة بالاستفادة من الحدث بشكل تلقائي بعد وقوعه فجأة وبالتالي هو غير مخطط له لكن يستخدم بشكل ينتمي لطريقة استخدامه من حيث المشروعية من عدمها
عموما الأحداث هي تنقسم لقسمين: متوقعة وغير متوقعة
كما أن المشكلات: مرصودة (الفقر والجهل والمرض مثلا)
ومشكلات مفاجئة كتوابع حدوث حروب او فوز مفاجئ وغير متوقع لليمينيين في الدول المؤثرة او انهيار اقتصادي او سياسي مفاجئ في دول محورية (الاتحاد السوفييتي حين انهار مثلا)
فالأمور غير المتوقعة ولا المرصودة فلا يمكن غالبا التخطيط لها ويكون التوظيف لها (بعد وقوعها) مثل الثورات أو الحروب وكمثل النوازل الطبيعية والكوارث كالزلزال وما يشبه
ولو نظرنا للإعلام مثلا وفي جانب مثل الانتخابات ورصدها أو توظيف الإمكانات الإعلامية لخدمة توجه ما في الانتخابات فإنه يتم توظيف التأثير الإعلامي والإرشادات والاستضافات (توظيف شخصيات معروفة ومؤثرة)
وبذا يمكن أن نصنع رأيا عاما يستفيد من الشخصيات التي لدينا مع تفنيد الشخصيات الأخرى وننظر في نقاط قوتنا فنوظفها في التأثير وفي نقاط ضعف الخصم فنوظفها بما يخدم قضيتنا
– كل آليات صناعة الرأي العام (قضية لها جاذبية – فترة مناسبة للتداول بين المجتمع لتصل إلى طبقاته المستهدفة – تداولها من خلال المؤثرين والقادة – تداولها اجتماعيا بين مجموعة مستهدفة إن كانت مستهدفة ومؤثرة (في مجتمع مهني مثلا) أو كانت القضية عامة: عالميا أو إقليميا أو محليا) تصلح هنا
– وكل أنواع الدعاية سواء كانت بيضاء معروفة المصدر والأهداف ام سوداء أم رمادية تصلح هنا كذلك كمثال على التوظيف
تدريب: اذكر كيف توظف حدث 7 أكتوبر وما بعده إعلاميا؟
اذكر كيف تكافح فكرتي الشذوذ او النسوية من خلال شخصيات مع أو ضد؟