د. محمد الفرا يكتب: عقيدتنا في المسيح
عيسَى بنُ مريمَ عليهمَا السّلامُ هو عبدُ اللهِ ورسولُه، وكلمةٌ منهُ ألقاها إلى مريمَ البتولِ، وهو نبيٌّ كريمٌ، ورسولٌ عظيمٌ، وجيهٌ في الدّنيا والآخرةِ، آتاهُ اللهُ البيّناتِ، وأيّدهُ بروحِ القدسِ، فكلّم الناسَ في المهدَ، وأبرأَ الأكمهَ والأبرصَ، وأحيَا الموتَى بإذنِ اللهِ.
خلقَه اللهُ من أمٍّ بلا أبٍ، مثلُه عندَ اللهِ كمثلِ آدمَ؛ خلقَه اللهُ من ترابٍ، ثم قالَ لهُ كن فيكونُ، آمنّا باللهِ، وما أنزلَ إلينَا، وما أنزلَ إلى إبراهيمَ وإسماعيلَ وإسحاق ويعقوبَ والأسباطِ، وما أوتيَ موسَى وعيسَى والنبيّونَ من ربّهم، لا نفرقُ بينَ احدٍ منهُم، ونحنُ له مسلمونَ.
أخذَ اللهُ منهُ الميثاقَ، ودعَا إلى التّوحيدِ الخالصِ، وبشّر برسولٍ كريمٍ يأتِي من بعدِه اسمُه أحمدُ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم، لم يكن ابناً لله تعالى، وحاشا للهِ أن يتّخذَ ولداً، ولم يكن جزءاً من اللاهوت، بل كانَ بشراً من الصّالحينَ، يأكلُ الطعامَ ويمشي في الأسواقِ.
بعثةُ عيسَى عليهِ السّلامُ كانت بعثةَ خيرٍ وهدَى وبركةٍ، ورسالتُه كانَت رسالةَ رحمةٍ وسلامٍ، أرسلَه اللهُ في بني إسرائيلَ تخفيفاً رحمةً؛ ليرفعَ عنهُم إصرَهم والأغلالَ التي كانَت عليهِم، ويبيحَ لهُم بعضاً مما حُرّمَ عليهِم، وآتاهُ الإنجيلَ فيهِ هدى ونورٌ، ومصدّقاً لما بينَ يديهِ من التّوراةِ، وهدى وموعظة للمتّقينَ.
كفرَ بِهِ أصحابُ الجحيمِ من بنِي إسرائيلَ، فحاربوهُ وادعَوا أنّهم قتلوهُ وصلبوهُ، وما قتلوهُ ولا صلبُوهُ، ولكن شُبّهَ لهُم، وإنّ الذينَ اختلفُوا فيهِ لفي شكٍّ منهُ ما لهُم بهِ من علمٍ إلّا اتّباع الظنِّ وما قتلوهُ يقينا، بل رفعَهُ اللهُ إليهِ، ولعنَ الذينَ كفروا من بنِي إسرائيلَ على لسانِه.
ذكرهُ الله باسمِهِ في القرآنِ الكريمِ في خمسةٍ وعشرينَ موضعاً، وباسمِ المسيحِ في تسعِ آياتٍ، ذلكَ عيسى بنُ مريمَ قول الحقِّ الذي فيهِ يمترونَ.