د. عبد العزيز كامل يكتب: ولكن.. أين «حزب الله» الحقيقيون؟!
أكثر المتحدثين عن الأحداث الراهنة يتنازعون الحديث عن أي المشروعات المعادية المتصارعة حولنا أضر وأخطر على المسلمين؛ أهو مشروع الصليبيين؟ أم مشروع اليهود الصهيونيين؟ أم مشروع الفرس الإيرانيين، أحفاد المجوس المشركين، من المعادين للسنة والمشككين في القرآن والمكفرين لخير القرون، والمسرفين في الاعتداء على الموحدين تحت رايات الكافرين؟
والجواب الذي أراه.. أن الأخطر من كل هؤلاء؛ هو خلو الساحة لليوم من مشروع سني حقيقي شامل مواجه لكل هؤلاء، يكون ممثلا لـ(حزب الله) الموحدين الصادقين، بدلا من أدعياء ذلك من كذبة المنافقين..
فقد كان أحرى بالمتجادلين في بدهيات الدين القاطعة بأن الله (لا يصلح عمل المفسدين) أن يجعلوا قدرا من المناظرة أو التنظير في النظر الجاد في مشروع جامع لأهل الحق في مناهضة جموع هذا الباطل المتصارع والمتسارع لبسط الهيمنة المطلقة على واقع المسلمين، وفرض مناهج الضلال على الموحدين!
ولأن (حزب الله) الحقيقيين لم ولن يكونوا إلا مهتدين بهدى خير البرية، بسيرهم على منهاج السنة وتعظيمهم لخير القرون والأجيال المشهود لهم بالخيرية؛ فإن ذاك المنهاج العظيم هو الذي ينبغي نشره ونصره قولا وعملا، من خلال مشروع ناضج وناصح لعموم المسلمين، ومتعال عن معاطن القطرية و مجاهل الحزبية، يؤهل لتنزل نصرة الله وتأييده على يد أوليائه الذين قال- سبحانه – عنهم : {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (٥٥) وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} [ المائدة/ ٥٦]
فاللهم اجعلنا من حزبك المهتدين، وانصرنا على أحزاب الشياطين المجتمعين على المسلمين وعجل بخسرانهم، فإنك قلت وقولك الحق. {أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المجادلة/١٩]