السبت أكتوبر 12, 2024
مقالات

من صندوق الذكريات

د. ربيع عبد الرؤوف الزواوي يكتب: حوارات إذاعة القرآن من طهران

في عام 2000م كلمني سعادة المهندس ماهر هراس المدير العام لشركة حرف لتقنية المعلومات عن تكرار اتصال أحد مذيعي إذاعة القرآن الكريم بطهران بنا في شركة حرف وأنه يرغب في أن يسأل عن الجديد في تقنية برامج القرآن الكريم آنذاك.

وكانت برامج الحاسوب في القرآن الكريم والحديث الشريف أيامها جديدة على مسامع الجماهير في العالم الإسلامي بوجه العام، وكانت تسيطر على أسئلة الجميع آنذاك ملامح الاستغراب والإعجاب والانبهار بوجه عام.

ولم أجد بُدًّا من الاستجابة لطلب المدير العام لشركة حرف الذي اختارني لهذه المهمة، مع تحفّظ شديد وتردد لكونها إذاعة إيرانية وأخشى أن يتم التلاعب بكلامي أو استخدامه بطريقة ما، لكني قلت: فلنجرّب.

اتصل المذيع وكان يتكلم العربية جيدًا، وعرفت منه أن إذاعة الحلقات سيكون  مباشرًا، وأظن أننا سجلنا حلقتين أو ثلاثة.. لا أتذكر، كان كل منها دقائق معدودة؛ وقد كان كلام المذيع أثناء تجهيز الحوار للبث في الإذاعة مع زملائه باللغة الفارسية وهو كلام لا يذاع؛ إنما ما يذاع فقط بداية تقديمه للحلقات والأسئلة والردود من طرفي.

سيطرت علي أثناء الحلقات فكرة واحدة؛ أن أقول بحق ما علمته مما كان متاحًا آنذاك دون تجمّل، وحيّا المذيع ذلك وقبله وكان ودودًا لأبعد حد.. وتقبل أسئلتي في غير المسجل من الحلقات؛ مثل: هل يفهم الشعب الإيراني اللغة العربية؟ فقال: نعم كل الإيرانيين يعرفون العربية جيدا، لكن لا نستعملها.

انقطعت صلتي بذلك المذيع ولا أدري ما مصير تلك الحلقات التي بُثت إذاعيا على الهواء مباشرة وتم إعادة بثها مسجلة عدة مرات؟

والحقيقة إن الأمور الفنية لهذه البرامج تطورت بعدها جدًا، وصارت هاتيك البرامج -التي كانت الحوارات عنها- في حكم التراث القديم والجهد المتواضع، لكنه كان متميزًا بالإتقان والجمال وحسن التناول وتعدد الخدمات البحثية؛ التي كانت وقتها شيئًا مدهشًا.

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *