“بُشرَى المُضحّي”.. شعر: د. سلطان إبراهيم المهدي
اللهُ أكبرُ فالسنوارُ يُنْتَخَبُ
للعز والمجدِ طاب الفخرُ والحسبُ
إن مات “يحيى” فإن الله يخلفنا
من بعده قادةً نحو الفدا تثبُ
يكفيك أن الفتى قد هَبّ منتصبا
في ساحة الموت يرمي كفّه الضَّرِبُ
فمن يوصِّفُ ما في النفس من شمم
وفعله قد طوى زيف الأُلى كذبوا
كم روجوا أنه يحيا على وَجَلٍ
من خلف ألف جدار بات يحتجبُ
فبدد الحقُْ ما قالوه وانكشفت
فِرى اللئام وضاءت في المدى الشُّهُبُ
وللبطولة وجهٌ لاح مُبتهجًا
حين الشهادة باتت منه تقتربُ
بهذه الروح رغم الموت قد كُتِبَتْ
صحائف العزِّ.. هلَّ النصرُ والغَلَبُ
فيا لخسة من خانوا ومَن جبنوا
ويا مصيبة مَن فرُْوا ومَن هربوا
ويا شقاوة مَن قد حاصروا رجلا
فكان وحده الأرماحُ والقُُضُبُ
مشى إلى الموت والأقدام ثابتة
والخصم مرتعدٌ قد هدَّه التعبُ
كم هلل المجد للإحرار في طربٍ
وسجل الدهر والتاريخ والأدبُ
يا من يسير إلى العلياء مستبقا
شدَّ المطايا ووعد الله مُرتَقَبُ
وصاح هذا طريق النصر نرسمه
للسائرين على الآثار كي يثبوا
إنى أرى النور في الآفاق منتشرا
وأبصر الفجر للآمال يصطحبُ
نحن اللآلئ والأحداث تصهرنا
ما من شوائب نحن الماس والذهبُ
نحن الحقيقة مثل الشمس واضحة
لنا الأساطير فوق الأرض تنتسبُ
منّا الأُلى فجّروا الطوفان مندفعا
منّ الأُلى سَعَّروا البركان يلتهبُ
يا من حكمت بأن الموت يوهننا
قد ضلَّ حُكمك خاب السعي والطلبُ
إنّا على ثقةٍ في الله نقصده
نرجو رضاه وإن حلَّت بنا النُوَبُ
الله أكبر ليس الموت يرهبنا
إنّا نُصَدِّقُ ما جاءت به الكُتُبُ
هذي الحياة وإن طالت فإن لها
يوما به ينتهي الترحال والنَّصَبُ
العمر يفنى ويبقى الذكر مؤتلقا
بشرى المُضحِّي لإجل الله يحتسبُ