قُدر لنا في هذه الآونة أن نرى أقذر الجراثيم البشرية التي بُلي بها الحقل الإسلامي، والذي يتجلى خرقهم في أناس ينطقون بكتاب الله وحديث رسوله وهم أبعد ما يكونون عن حقيقة الدين وغاية الكتاب المبين ورسوله الأمين.
حدث ينذر بشؤم عظيم على الأمم والمجتمعات، حينما يظهر فيهم أمثال هؤلاء الزنادقة الأفاقون، ولا خير في أمة يعلو فيها صوت هؤلاء المردة الأشرار الذين تزيوا بزي الإسلام، وتمسحوا بعباءة دعاة الإسلام، ولا هم لهم إلا تبديل القيم، وهدم الثوابت، والعبث الوقح بدين الله وشريعته.
من كان يتخيل أن يتسرب إلى مصر بلد الأزهر الشريف والعلم النظيف والفهم والثقافة والنور أمثال هذه الحشرات البشرية الحقيرة، التي تُعين الجهل وتقيم الضلال وتحارب الوعي والفهم والاستقامة؟
قد تُبتلى بلادنا بشيء من النوازل والكوارث والأزمات والحروب والفقر والضنك، لكن بلاءها بأمثال هؤلاء أشد وأنكى، ومن المذهل أنهم يستنسخ بعضهم بعضًا، وتتكرر صورهم بنفس الجهل والغباء والكفران في كل قطر وبلد.
الدولة تبذل جهودها في حرب التطرف والإرهاب، وهي وإن كان يستقيم لها مع بعض هؤلاء الفجرة شيء من هوى، فإن واجبها ووعيها يفرض عليها في المقام الأول أن تتنبه لهؤلاء الفجرة، وتعتقد أنها في حربهم ليس بأهون من حربها لغيرهم، لأن في صوتهم وقولهم ضياع الدين وهدم ثوابته، والدولة منوطة بحفظ دين الشعب وهوية المجتمع.
يقول ابن عمر في هؤلاء الفجرة:
“شرار الخلق انطلقوا إلى آيات نُزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين”
وهكذا يفعل هؤلاء المردة الأنجاس، فتراهم كما قيل: “يشنون هجماتهم ويركزونها على كل داعية أو مجاهد أو عالم انتصب للإصلاح في الأمة ولو باللسان.. فلا يعذرونه في خطأ أو تأويل، فبينما يسكتون عن عتاة المجرمين ويجتهدون في التماس المعاذير لهم بل ويمدحونهم”
انظر لأحد جنازيرهم التي طفحت به مجاريهم النتنة الآسنة، حين خرج علينا يذم ويعيب أعظم طوائف الأمة وأقربهم إلى الله.. الطائفة المجاهدة المناضلة التي حملت وحدها عبء الكفاح والجهاد ضد المختل الغاصب، فإذا به يُبدِعها ويُفسِقها ويهون ويقلل من جهادها العظيم، حتى شهدائها الأبرار، زين له عقله المريض وشيطانه البغيض، أن يُحقر من أمره ويستخف بشهادة السنوار الأبي وصموده الذي أبهر الدنيا كلها.
ألا لعنة الله عليك وعلى أمثالك، ويالخيبة آذان تستمع إليك وعقول تلمس كفرانك.
منذ سنوات توفي أحد هؤلاء المردة مع ولده في حادث مريع أليم حينما ذهب إلى مطروح للاستشفاء، فوقع في إحدى البرك غارقًا، فكان حادثًا غريبًا مثيرًا أليمًا، وأخبرني صديقي أن ما حدث له دعوة مظلوم من كثير من المظلومين الذين غرر بهم وحرض عليهم فنالهم السجن، ولم يكن لهم من جرم إلا كل عمل يرضي الله.
ليس من العقل والمصلحة أن يكون لهؤلاء صوت في بلادنا، إن كنا نرجو لبلادنا فلاحًا ووعيًا وخيرًا وازدهارًا.