مقالات

سمير زعقوق يكتب: هندوسي يشهد على عظمة الحكم الإسلامي للهند

يقول الكاتب الهندوسي «أيس بي سينج» عن الحكم الإسلامي للهند: من المهم جدًا معرفة التاريخ الحقيقي للحكم الإسلامي في القارة الهندية

وذلك إثر المحاولات المستمرة والمتعمدة لتشويهه من قِبل الهندوس النازيين الجدد،

فعند قدوم الفتح الإسلامي بقيادة السلطان محمود الغزنوي لم يكن هنالك حكم مركزي قوي في الهند،

فالبوذية كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة متمثلة بآخر ملوكها في قنوج -الملك هارش- وبقية المناطق كانت تحت سيطرة أكثر من ألف أمير وملك يتنازعون فيما بينهم على النفوذ والسلطان.

لقد استطاع المسلمون توحيد هذه الممالك المختلفة تحت سيطرة نظام واحد ساده الأمن والسلام،

وتُعتبر فترة حكم السلطان علاء الدين خلجي أفضل بكثير مما روج له الهندوس عن مملكتهم في «فيجانغر».

وهكذا في جنوب الهند كان حيدر علي خان أول حاكم هندي حرر طبقة المنبوذين من العبودية الهندوسية،

وفي هذا الصدد يذكر مؤلف كتاب «تاريخ حيدر علي» الظروف التي أدت إلى تدخله في شئون مملكة «كاليكت» الهندوسية،

حيث اعتاد أمراء طبقة «نايار» الهندوسية في هذه المملكة الاقتراض من التجار المسلمين

وعندما عجزوا عن سداد الديون قرروا التخلص منها بذبح أصحابها من التجار المسلمين فقتلوا ستة آلاف شخص منهم.

تجريد الطبقة الحاكمة من الامتيازات

وفي هذه الظروف قرر الملك حيدر علي التدخل في مملكة «كاليكت» بعد إلحاح من الأهالي المسلمين للملكة؛ فاقتحم بجيوشه الجرارة المملكة وفر حاكمها إلى الغابات،

ثم أصدر الملك «حيدر علي» مرسومًا جرد فيه الطبقة الحاكمة من الأمراء والملوك في المملكة من الامتيازات الخاصة التي تعطيهم مكانة خاصة في المجتمع الهندوسي

حيث كانوا يتنافسون مع طبقة البراهمة على السيادة داخل المجتمع الهندوسي ويُسخِّرون باقي الفئات والطبقات لخدمتهم،

وبهذه الطريقة قام بإنقاذ هذه الطبقات الأدنى من الظلم والطغيان،

وشهدت تلك الفترة تخلي كثير من الهندوس عن معتقداتهم الدينية وخلعوا شعائرهم بعد أن دخلوا الإسلام.

ولعل الكثير من الناس لا يفهمون طبيعة التركيبة الداخلية للمجتمع الهندوسي ويتعجبون من ذلك،

ولكي نفهم حقيقة تصرف «حيدر علي» لا بد من دراسة شخصيته وتاريخ فترة حكمه الذي ساد الساحل الجنوبي للهند في «مليبار».

وللأسف الشديد فإن تاريخ الهند الحقيقي ظل مجهولاً حتى للمسلمين أنفسهم،

فهم غير مهتمين بمعرفة أن 1000 عام من الحكم الإسلامي للهند كان أفضل بكثير من أي حكم آخر.

ورغم أن الكثير يرددون أنه الإسلام انتشر بقوة السيف إلا أن هذا كذب وافتراء،

والذي يجهله الكثير أن الجيوش الإسلامية في الهند كانت تضم مسلمين وغير مسلمين،

وكان جيش حيدر علي يضم في صفوفه أربعة آلاف جندي من «مارهاثا» الهندوسية.

سمير زعقوق

كاتب صحفي وباحث في الشئون الآسيوية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى