ضياء قدور يكتب: لبنان حاضراً ومستقبلاً
والمصير ما بين المدفع الإسرائيلي والارتهان لأجندة طهران
في مساحة على موقع X شارك فيها نخبة متنوعة من الصحفيين والمثقفين والسياسيين اللبنانيين والعرب، تم تسليط الضوء على التطورات العسكرية والسياسية المتسارعة في المنطقة، لا سيما في لبنان وسوريا، في ظل استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية جنوب لبنان وآفاق التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.
وفي حديثه، رأى عمر عبد الستار، الباحث والصحفي والسياسي العراقي العريق أن الحرب الإقليمية المندلعة لن تتوقف حتى تصل لطهران، وهذا ما يزيد من مخاوف النظام الإيراني ويدفعه لتكثيف زياراته الدبلوماسية والعسكرية للمنطقة، خاصة في إلى سوريا ولبنان، في سبيل مواجهة التهديدات المحتملة القادمة ضدها مع صعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وحذر عمر عبد الستار أيضاً من احتمالية امتداد الحرب إلى العراق في أعقاب التهديدات الإسرائيلية، مما يقرب هذا البلد من المشهد المأساوي الذي آل إليه الوضع في لبنان. واعتبر السيد عمر أن مقبلون على تطورات ضخمة ومهولة في المنطقة، مرجحاً أن يكون رأس بشار مستهدفاً وأن الأمور تتجه نحو اجتثاث حزب البعث في سوريا.
واعتبر عمر عبد الستار أن الخطاب الأخير الذي ألقاه بشار لأسد رئيس النظام السوري في الجامعة العربية كان خطاباً انتحارياً مكتوباً في طهران مؤكداً على أنه من الصعب على هذا النظام الانفكاك عن الأجندة الإيرانية بسهولة.
وبين عمر أن إيران وملفها النووي وكل أذرعها في المنطقة مستهدفين بالاستئصال الحقيقي في ظل هذه الحرب، لكن هذا الاستئصال يحتاج لوقت ليس بقصير، موضحاً أن الآفاق بمحاصرة طهران وفرط عقد الحرس الثوري بات وشيكاً مع صعود ترامب.
وفي ظل ما تتعرض له إيران من تهديدات وجودية، أكد عمر أن حزب الله لا يقاتل اليوم في لبنان لحماية المصالح اللبنانية، إنما لحماية نفسه ومصالحه واستمرار الأجندات الإيرانية.
وفي حديثه، بين ميشل الشماعي، الكاتب والصحفي اللبناني، أن حزب الله لا يتعاطى الأحداث والتطورات انطلاقاً من الواقعية السياسية بل من منظور ديني يؤمن بمبادئ ولاية الفقيه، فهو لا يتعرف بالهزيمة ولن يصل إلى نقطة يقول فيها أنه هزم، بحسب وصفه.
وقلل ميشل من أهمية تصريحات الأمين العام الجديد لحزب نعيم قاسم، واصفاً إياه أنه شخص يؤمن بالغيبيات ولا يعترف بالهزيمة.
وأشار لسقوط دعاية حزب الله حول قدرته الميدانية وردعه أمام إسرائيل مؤكدا أن الأضرار التي ألحقها بإسرائيل لا تقارن البتة مع الخسائر الضخمة التي ألحقتها إسرائيل بلبنان.
وأشار ميشل لفشل استراتيجية حزب الله العسكرية القائمة على نموذج حرب عام 2006، مشيراً إلى إسرائيل طورت استراتيجيتها الحربية في المعركة الحالية.
وتطرق لاستغلال إيران للأحداث اللبنانية المأساوية حيث تقود طهران من خلف الأبواب عملية التفاوض اللبنانية مع الدول الغربية لتنفيذ مصالحها وأجندتها الخاصة.
ووصف ميشل اتفاقية وقف إطلاق النار المحتملة جنوب لبنان بأنها اتفاقية اذعان وإذلال، موضحاً أن حزب الله يطالب بوقف إطلاق النار للحصول على فسحة للتنفس وإعادة ترميم صفوفه.
وأكد ميشيل أن حزب الله لا يمثل البيئة الشيعية في حزب الله، مشيراً إلى أن الانكسار السياسي والميداني والدمار الكبير لحاضنه حزب الله سيجعل من موقف حزب الله داخل لبنان أكثر ضعفاً، دون أن ينكر أن شريحة صغيرة مؤدلجة ستبقى موالية لحزب الله مهما حدث.
وأوضح السيد ميشيل أن فكر حزب الله آيل للزوال لكن إتمام هذه العملية يحتاج الكثير من الوقت، مشيراً للفكر النازي في أوروبا وتراجعه الكبير بعد عدة عقود من الزمن كمثال على هذا الواقع.
ولم يخفي ميشل قلقه من وجود خطة إسرائيلية لإثارة الفتنة الداخلية في لبنان في خضم الحرب الجارية مستدركاً أن وعي الشعب اللبناني والاحزاب السياسية، خاصة حزب القوات اللبنانية بقيادة الدكتور سمير جعجع، حال دون تحقيق هذه الأهداف، وذلك من خلال الاستقبال الإنساني المحض للاجئين اللبنانيين من الجنوب بعيداً عن أي أجندات سياسية، بحسب وصفه.
وفي حديثه، أكد الصحفي اللبناني نبيل مملوك أن أفعال حزب لم تؤثر على حزب الله فقط بل على لبنان كله بشكل سلبي، مبيناً أن نتنياهو ليس لديه مصلحة بوقف إطلاق النار ووقف جرائم طالما أنه لم يحقق أهدافه.
وأكد مملوك أم نتنياهو لن يعطي انتصاراً لإدارة امريكية انتهت صلاحيتها كإدارة بايدن، موضحاً أن حزب الله يقاتل من أجل بقاءه ولا يملك خيارا سوى ذلك وإلا سيواجه فشل تصرفاته السابقة التي أدت للوضع المأساوي الحالي.