بعد مرور ساعات قليلة على اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، ورغم تدمير قوات الاحتلال لبلداتهم في جنوب لبنان، وعلى الرغم من تحذير الجيش الإسرائيلي النازحين من الجنوب اللبناني من العودة إلى قراهم، شهدت الطرقات نحو مدينة صيدا حركة ملحوظة، كمحاولات للعودة لبيوتهم المدمرة.
منذ الدقائق الأولى لدخول اتفاق وقف النار بين الجانب اللبناني والإسرائيلي حيز التنفيذ حتى تدفقت السيارات إلى الجنوب، وأعرب اللبنانيون عن ابتهاجهم بالقرار، ملوحين بعلامات النصر.
ونقلت قنوات إخبارية في بث مباشر وجود حركة سير لافتة في هذا التوقيت على الطريق السريع الواصل العاصمة بيروت بالجنوب نحو صيدا.
كذلك شوهدت عدة سيارات عند مفرق مدينة صور التي شهدت أعنف الغارات الإسرائيلية خلال الساعات الماضية، وطوال الأسابيع المنصرمة أيضا.
وأطلقت قوات الاحتلال طلقات نار تحذيرية من الاقتراب من قواتهم التي لم تنسحب حتى الآن من بلداتهم.
إلى ذلك، شهدت مداخل الضاحية الجنوبية لبيروت حركة سير كثيفة بعد ساعات قليلة من سريان وقف النار.
فيما علت أصوات المفرقعات في عدة مناطق، كما سمعت أصوات الرصاص الذي أطلق ابتهاجاً.
أفيخاي يحذر
أتى ذلك، على الرغم من توجيه الجيش الإسرائيلي إثر بدء سريان وقف النار تحذيرا إلى النازحين من العودة إلى منازلهم أو الاقتراب من مواقعه جنوباً.
وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي عبر حسابه في منصة “إكس”: “إن الجيش الإسرائيلي سيبقى منتشرا في مواقعه جنوب لبنان، وبالتالي يحظر على النازحين التوجه نحو القرى التي طالب سابقا بإخلائها”.
كما أشار إلى أن “القوات الإسرائيلية ستبلغ السكان لاحقا بالموعد الآمن للعودة”، وفق تعبيره.
بدوره، دعا الدفاع المدني التابع لحزب الله سكان الجنوب وكافة النازحين إلى عدم التحرك قبل صدور بيان رسمي بهذا الشأن.
وكان اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله دخل حيز التنفيذ في تمام الساعة الرابعة فجرا بالتوقيت المحلي، بعد سنة ونيّف من المواجهات العسكرية عبر الحدود، وشهرين من الغارات الإسرائيلية العنيفة التي حولت عشرات القرى الحدودية إلى ركام ومناطق واسعة في الضاحية الجنوبية لبيروت إلى أثر بعد عين.
نص اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله
فيما نص هذا الاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة عبر موفدها آموس هوكستين إثر جولات عدة امتدت أشهرا، على انسحاب القوات الإسرائيلية تدريجياً من الجنوب اللبناني خلال مدة 60 يوما، تتوقف خلالها أي أعمال عسكرية.
كما تضمن انسحاب أي مجموعات مسلحة من تلك المنطقة، على أن ينتشر قرابة 5000 جندي من الجيش اللبناني فيها.
في حين كلفت لجنة دولية من 5 أعضاء بينها فرنسا، وترأسها أميركا، مراقبة بنود هذا الاتفاق، وحصول أي انتهاكات.