“حقٌ لغزّة وحدها تتباهَى”.. شعر: د. سلطان إبراهيم المهدي
حقٌ لغزة وحدها تتباهَى
ما عادَ في دنيا الإباءِ سواها
ما عادَ في طول الربوعِ وعرضِها
وطنٌ لطلابِ الفِدا إلَّاها
المجدُ حطَّ رحاله في غَزَّةٍ
وسرى إلى الآفاقِ وَهْجُ سناها
وكأن أجنحة الملائك حولها
ونسائم الترتيلِ لا تتناهَى
فيضٌ من الأنوارِ عانق تُربها
يُهدِي لغزة حلمها ومناها
وهناك أبطالُ الكفاحِ تألّقوا
وقوافلُ الشهداءِ فاح شذاها
قومٌ تسامى نبضهم عن باطلٍ
ومن النضال قد استمدوا الجاها
كُلُّ المفاخرِ دون فخر جهادِهم
وهنا البطولةُ أرضها وسماها
دُكَّت منازلها وغطّتها الدِّما
لكنه ما مُسَّ حصن إباها
بكت الصحورُ الصًّمُّ مما نالها
وتصايحت من هولهِ أوّاها
وتشامخ الصبرُ الجميل بدورها
واستوطن الإيمانُ قلب رُباها
ما ضجَّ قلبٌ بالشكايةِ ساخطا
كلا ولم يحن الرجالُ جباها
عجزَ العدا أن يستذل شموخها
كم طاش منه اللبُّ حين رماها
كادته غزَّةُ بالإباءِ وأفسدَت
ما حِيك في ليلٍ ..طواه ضياها
وتَضمَّخَت بالعزِّ راي جهادِها
ليعيش موصول الكفاحِ ثراها