سيبدأ أنصار دونالد ترامب، الذين شاركوا في الهجوم على مبنى الكابيتول الأمريكي قبل أربع سنوات، في مغادرة السجن يوم الثلاثاء بعد أن شملهم العفو الرئاسي ضمن سلسلة من الأوامر التنفيذية التي أصدرها الرئيس الجديد في يوم تنصيبه، مما يعكس عزمه على إحداث تغيير جذري في البلاد.
من المتوقع أن يوقع ترامب على المزيد من الأوامر التنفيذية يوم الثلاثاء، بعد أن أصدر يوم الاثنين قرارات شملت تقليص الهجرة والتراجع عن تنظيمات بيئية، بالإضافة إلى تأجيل تنفيذ حظر تطبيق الفيديو القصير “تيك توك” لمدة 75 يومًا.
أثار العفو الذي أصدره ترامب لـ 1,500 من المدانين غضب النواب الذين تعرضوا للخطر خلال هجوم 6 يناير 2021، عندما اقتحم الآلاف من أنصاره مبنى الكابيتول في محاولة فاشلة لمنع الكونغرس من التصديق على خسارته في انتخابات 2020 أمام الديمقراطي جو بايدن.
الأوامر التنفيذية في يوم التنصيب
تم توقيع الأوامر التنفيذية خلال ساعات من تولي ترامب منصبه، حيث عاد إلى البيت الأبيض بروح انتصار بعد فوزه في الانتخابات التي جرت في نوفمبر الماضي. وخلال خطاب التنصيب، انتقد ترامب فترة رئاسة بايدن، واعتبر نفسه مختارًا من الله لإنقاذ الأمة المتعثرة.
تحديات تواجه ترامب
يواجه ترامب تحديات كبيرة في الوفاء بوعده ببدء “عصر ذهبي لأمريكا”، في ظل انقسام الكونغرس، والدعاوى القضائية المتوقعة، والمواقف المتصلبة من قادة العالم. لم يتخذ ترامب إجراءات فورية لزيادة الرسوم الجمركية، رغم أنها كانت وعدًا أساسيًا في حملته، لكنه أشار إلى احتمال فرض رسوم بنسبة 25% على كندا والمكسيك بدءًا من الأول من فبراير.
ردود فعل الأسواق
استقبلت الأسواق العالمية رئاسة ترامب بحذر يوم الثلاثاء، حيث كان المستثمرون حساسين للأنباء المتعلقة بخطط الرئيس للعلاقات التجارية والرسوم الجمركية. شهدت الأسواق الأوروبية تراجعًا وسط مخاوف من التحركات الجمركية لترامب، بينما أغلقت الأسواق الأمريكية يوم الاثنين لعطلة، وظهرت ردود الفعل الأولى خلال التداول في الأسواق الآسيوية.
حملة ضد الهجرة
بدأ ترامب حملة صارمة ضد الهجرة غير الشرعية، حيث أعلنت السلطات الحدودية الأمريكية عن إيقاف برنامج الدخول “CBP One”، مما أثار دهشة وارتباك المهاجرين الذين كانوا يعتمدون عليه لتحديد مواعيد دخول قانونية.
من المتوقع أن يواجه جدول أعمال ترامب معارضة في المحاكم، حيث قدمت منظمة الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية أولى الدعاوى القضائية للطعن في إلغاء البرنامج، معتبرة أنه أزال الوسيلة الوحيدة لطلب اللجوء على الحدود الأمريكية-المكسيكية.
سياسات بيئية وخارجية مثيرة للجدل
سحب ترامب الولايات المتحدة مجددًا من اتفاق باريس للمناخ، مما أثار قلقًا عالميًا بشأن التزام الولايات المتحدة بمكافحة تغير المناخ. كما قرر الانسحاب من منظمة الصحة العالمية .
ألغى ترامب سياسات إدارة بايدن بشأن الذكاء الاصطناعي والمركبات الكهربائية، وفرض تجميدًا على التوظيف الحكومي، وأمر بعودة الموظفين الحكوميين إلى المكاتب بدلًا من العمل عن بعد. ووقع أوراقًا لإنشاء “وزارة كفاءة الحكومة” تحت إشراف الملياردير إيلون ماسك.
تغييرات جذرية
وعد ترامب بتغيير اسم “خليج المكسيك” إلى “خليج أمريكا”، وأعلن عن نيته استعادة السيطرة على قناة بنما، وهي تصريحات أثارت قلق حلفاء الولايات المتحدة.
