كتب: السيد التيجاني
أكد السفير معصوم مرزوق مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق في تصريح خاص لجريدة الأمة الإلكترونية إن المؤتمر الصحفي لترامب مع نتنياهو ، وما ورد فيه يسقط كل الأقنعة ، وينزع ورق التوت ، ويكشف عن العورة .
جاء هذا ردا علي تصريحات الصهيوني دونالد ترامب الرئيس الأمريكي الذي تعهد بأن الولايات المتحدة سوف “تتولى” قطاع غزة التي مزقتها الحرب و”تمتلكها”، مما يعني في الواقع تأييده للتطهير العرقي للفلسطينيين، في إعلان صادم حتى بمقاييس رئاسته التي حطمت كل الأعراف.
وأضاف مرزوق: لقد اعتاد سادة البيت الأبيض علي تجريعنا الكثير من السم في القليل من العسل ، ولكن ترامب مشكورا سكب أي عسل بعيدا كي نتجرع السم كله .
وأوضح: تلك لحظة الحقيقة لشعوب العالم العربي ، لقد كشف ترامب ونتنياهو كل أوراقهم ، الخطة هي إستعباد منطقة الشرق الأوسط ، وبداية العصر الصهيوني .
وتابع مرزوق منوها: الإمبراطور ترامب ليس مجنونا ، حتي لو حاول أن ينكش شعره ويهز وسطه ، الرجل يتحدث بصوت أسياده الذين فتحوا له سمسرة العقارات في أمريكا ، ويرد الدين علي حسابنا .
واستطرد لقد طالب السعودية بكل وقاحة أن تدفع له تريليون دولار مقابل حماية عرش الملك ، وسخر من كل العرب .فالمسألة ليست مجرد تهجير أهل غزة ، وإنما تلبيس المنطقة كلها طرحة كبيرة ، كي تزف إلي الهوان .
ولكن ما حدث هو لحظة إفاقة وصدمة وعي لكل أولئك المخدرين بالوعود الزائفة حول عملية سلام هي استسلام ، ومساعدات اقتصادية هي ثمن بخس لفقدان الإستقلال .
ويري مساعد وزيرالخارجية : مثلما خرج شعب مصر ليلة التاسع من يونيو 1967 رافضا الهزيمة ، وهاتفا :” ها نحارب .. ها نحارب ” ، ماحدث في ذلك المؤتمر الصحفي هو إعلان هزيمة ، في مواجهة قوة الطغيان ، وما أخذ بالقوة ، لن يسترد إلا بالقوة.
وأكد مرزوق: هذه لحظات التدبر ، والأصطفاف ، ورسم الخطط . وتابع: إذا كان ترامب يريد مقابل قواعده العسكرية فوق الأراضي العربية ، يجب أن يسمعها منا في كل بلد عربي ، لتأخذوا قواعدكم وترحلوا ..أنتم لا تدافعون عنا ، وكشفتم عن عداوتكم الدفينة .
وشدد السفير معصوم مرزوق: لا ينبغي أن نيأس أو نخاف ، لقد عرفنا في تاريخنا ما هو أسوأ من ذلك ، وقاومنا ، وانتصرنا ، وهذه المرة أيضا سنقاوم وننتصر . ويجب أن نشكر ترامب ونتنياهو علي نوبة صحيان التي أطلقوها في آذاننا ، أن كل كرات الدم الحمراء تحفزت لمواجهة الفيروس الصهيوني اللعين .
وطالب مرزوق : ليس أقل من أن تبادر دول الجامعة العربية وتطالب بتجميد العلاقات الدبلوماسية والإقتصادية مع أمريكا حتي يعتذر ترامب عن تصريحاته ، ويضغط علي ربيبه الصهيوني كي يتوقف عن قتل الابرياء في فلسطين .
وقال: نحتاج وقفة مع ” العم سام ” ، كي نجرد حصيلة ما استفاده من العالم العربي ، وحجم الدمار الذي تسبب فيه .. دمار وموت في العراق وسوريا وفلسطين واليمن …بل إن سلاحه المميت حرمنا من نصر مؤكد في أكتوبر 73,
واختتم: أمريكا اليوم تمثل أسوأ أنواع الإستعمار ، ووفقا للقانون الدولي هي دولة مارقة لا تحترم قواعد القانون الدولي . علاوة على أن ما قاله ترامب عن إفراغ قطاع غزة من سكانه هو جريمة دولية موصوفة ، تطهير عرقي Ethnic cleansing ، يجعله مثل نتنياهو مطلوبا للمحكمة الجنائية الدولية كمجرم حرب .
