باحثون أميركيون يكشفون أسرار تفكير الذكاء الاصطناعي التوليدي

تقدم علمي في فهم آليات عمل الشبكات العصبية
كشف باحثون أميركيون عن تقدم كبير في فهم كيفية عمل الذكاء الاصطناعي التوليدي، والذي يعتمد على مليارات الإشارات الرياضية والشبكات العصبية المتطورة. وتُظهر الأبحاث الجديدة أن هذه النماذج “تفكر” بطرق غير بشرية تمامًا، ما يجعلها قادرة على معالجة المشكلات المعقدة وصياغة النصوص بطرق إبداعية مذهلة.
تحديات في تفسير آلية التفكير الآلي
يواجه الباحثون صعوبة في تفسير كيفية وصول الذكاء الاصطناعي إلى مخرجاته، مما يثير تساؤلات حول إمكانية التحكم فيه بشكل أكثر دقة. ورغم أن العلماء امتلكوا فهمًا عميقًا للفيزياء النووية قبل بناء المفاعلات، إلا أن الذكاء الاصطناعي التوليدي لا يزال يطرح تحديات كبيرة فيما يتعلق بفهم طريقة تفكيره واتخاذه للقرارات.
أدوات جديدة لفك شيفرة الذكاء الاصطناعي
في خطوة متقدمة، طور باحثو شركة “أنثروبيك” أداة بحثية أشبه بـ”مجهر الذكاء الاصطناعي”، تتيح تحليل تدفق البيانات داخل الشبكات العصبية. وتُمكن هذه الأداة العلماء من تتبع كيفية ربط الذكاء الاصطناعي بين الكلمات والمفاهيم، مما يسهم في تفسير آلية إنتاجه للمخرجات.
الذكاء الاصطناعي يعالج الرياضيات بطرق غير تقليدية
كشفت الأبحاث أن الذكاء الاصطناعي لا يحل المسائل الرياضية بنفس الطريقة التي يتبعها البشر. فعلى سبيل المثال، عند جمع عددين، لا يقوم النموذج باتباع خطوات تقليدية، بل يعتمد على تقدير الإجابة أولًا ثم التحقق من الرقم الأخير عبر حساب الاحتمالات.
تفكير شامل يتجاوز حدود اللغات
أثبتت الدراسات أن الذكاء الاصطناعي لا يفكر فقط بلغة الإدخال، بل يعتمد على مفاهيم عالمية مجردة، مما يجعله قادرًا على فهم الترجمات وتطبيق المفاهيم ذاتها عبر لغات مختلفة. ويشير الباحثون إلى أن النماذج الذكية يمكنها استنتاج المعاني بشكل مستقل عن اللغة، مما يعزز قدرتها على التعامل مع المحتوى متعدد اللغات بكفاءة عالية.
قدرة على التخطيط والإبداع الشعري
إحدى الاكتشافات المثيرة أن الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على التفكير في الكلمة التالية فحسب، بل يخطط مسبقًا عند إنتاج النصوص، مثل التنبؤ بالقوافي عند كتابة الشعر. وأظهرت الأبحاث أن النماذج تستطيع تعديل خططها أثناء إنشاء المحتوى لضمان ترابط الأفكار وسلاسة النص.
نحو ذكاء اصطناعي أكثر شفافية وأمانًا
يرى الباحثون أن استمرار تطوير أدوات تفسير الذكاء الاصطناعي سيساعد في بناء أنظمة أكثر شفافية وأمانًا. ومن خلال تحليل أنماط التفكير الآلي، يمكن تحسين دقة النماذج وضبط سلوكها لتكون أكثر توافقًا مع الأهداف البشرية، مما يعزز الثقة في هذه التقنيات المستقبلية.