القت الأجهزة الأمنية السورية، القبض على “كامل عباس” الملقب بـ “ماريو”، الشريك الأوثق والأكثر خطورة لأمجد يوسف، العقل المدبر والمنفذ الرئيسي لمجزرة حي التضامن المروعة التي هزت العاصمة دمشق في ربيع عام 2013.
جاء الكشف عن هذا الاعتقال النوعي عبر مقطع فيديو بثته “وكالة ستيب الإخبارية”، ظهر فيه “ماريو” أثناء خضوعه للتحقيقات الأولية من قبل عناصر الأمن العام في محافظة حمص.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم الأمن العام في حمص، محمود سليمان، أن عملية التوقيف تمت بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة قادت إلى تفكيك خلايا مسلحة كانت تنشط في المنطقة.
وخلال العملية الأمنية، تم التعرف على هوية قيادي المجموعة ليتبين أنه “كامل محمد شريف عباس”، الاسم الحقيقي لـ “ماريو”، الذي أكدت التحقيقات تورطه المباشر والفاعل في فظائع “مجزرة التضامن” بالاشتراك مع أمجد يوسف.
وتشير المعطيات الأولية للتحقيقات إلى ارتكاب “ماريو” جرائم بشعة متعددة داخل حي التضامن، من بينها الإعدام الجماعي لما يزيد عن خمسين مدنيًا داخل “بناية دعبول”، وضلوعه في قتل أكثر من خمسة عشر شخصًا آخرين عقب اقتحام منازلهم، بالإضافة إلى جرائم خطف واغتصاب استهدفت عددًا من نساء الحي.
يُذكر أن “مجزرة التضامن”، التي وقعت في نيسان عام 2013 في شارع نسرين بمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، بقيت تفاصيلها طي الكتمان لسنوات، قبل أن تكشف عنها تسريبات مصورة مروعة في عام 2022، وثقت عمليات إعدام وحشية لعشرات المدنيين العزل على يد عناصر تابعة لقوات النظام السوري البائد.
وقد أثارت هذه الجريمة صدمة واسعة واستنكارًا دوليًا مطالبًا بالمحاسبة.
يأتي القبض على “ماريو” بعد فترة وجيزة من إعلان السلطات في دمشق عن اعتقال ثلاثة متورطين آخرين في ارتكاب المجزرة، بينما لا يزال أمجد يوسف، الشخصية الرئيسية التي ظهرت في المقاطع المصورة وهي تنفذ عمليات الإعدام الوحشية، متواريًا عن الأنظار.
وقد فرضت دول غربية عقوبات على يوسف لدوره المركزي في هذه الجريمة ضد الإنسانية.
يأتي اعتقال “ماريو” خطوة محورية نحو تحقيق العدالة لضحايا “مجزرة التضامن” وعائلاتهم، وتلبية المطالبات المتزايدة بملاحقة ومحاسبة جميع المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة التي شهدتها سوريا خلال سنوات الثورة.
Podcast: Play in new window | Download