أعلن الجيش الباكستاني أن الهند أطلقت طائرات هجومية بدون طيار على باكستان اليوم الخميس، مما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين على الأقل. في غضون ذلك، اتهمت الهند جارتها بمحاولة شن هجومها الخاص، مع تصاعد التوترات بين الخصمين النوويين.
تصاعد التوترات بين الخصمين النوويين
أقرت الهند باستهدافها منظومة الدفاع الجوي الباكستانية، وقالت إسلام آباد إنها أسقطت عددًا من الطائرات المسيرة. وأكدت الهند أنها “حيّدت” محاولات باكستان لضرب أهداف عسكرية. ولم يتسن التحقق من جميع هذه الادعاءات.
جاءت هذه المناوشات بعد يوم من قصف صاروخي هندي عدة مواقع في باكستان، ما أسفر عن مقتل 31 مدنيًا، وفقًا لمسؤولين باكستانيين.
وأعلنت نيودلهي أنها ترد على مقتل أكثر من عشرين شخصًا ، معظمهم سياح هندوس، على يد مسلحين في كشمير الخاضعة لسيطرة الهند الشهر الماضي. واتهمت الهند باكستان بالوقوف وراء الهجوم، وهو ما تنفيه إسلام آباد.
تبادل الجانبان إطلاق نار كثيف عبر حدودهما في كشمير المتنازع عليها ، وزعمت باكستان أنها قتلت عشرات الجنود الهنود. ولم يصدر أي تأكيد من الهند.
وفي وقت متأخر من اليوم الخميس، أبلغ سكان مدينة جامو في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير عن وقوع انفجارات ودوي صفارات الإنذار، أعقبها انقطاع التيار الكهربائي.
صرحت هيئة الأركان الدفاعية المتكاملة الهندية، وهي الذراع التنسيقي المركزي لجميع القوات المسلحة الهندية، بأن باكستان استهدفت مواقع عسكرية في جامو وأودهامبور وباثانكوت بالصواريخ والطائرات المسيرة. وأضافت أن الهجمات صُدّت ولم تُبلغ عن أي إصابات.
وقال شيش بول فايد، المدير العام السابق لشرطة المنطقة، لوكالة أسوشيتد برس إن مطار جامو ربما يكون أيضًا تحت الهجوم، وأن بعض الانفجارات القوية الخمسين التي سمعها ربما كانت لأن “نظام دفاعنا يعمل”.
تقع جامو وأودهامبور على مقربة من خط السيطرة، وهو الحدود الفعلية التي تقسم منطقة كشمير بين الهند وباكستان. تقع باثانكوت في ولاية البنجاب الهندية.
أفاد سكانٌ بسماع دوي صفارات الإنذار في بعض أجزاء سريناغار، المدينة الرئيسية في المنطقة. وأعقب ذلك انقطاعٌ للتيار الكهربائي في المدينة وأجزاء أخرى من المنطقة.
نفى التلفزيون الباكستاني الرسمي التقارير التي تحدثت عن ضربات عسكرية في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير، ووصفها بأنها “كاذبة ولا أساس لها من الصحة وملفقة”.
صراع شامل
تعهد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف بالانتقام لقتلى الهجمات الصاروخية الهندية، مما أثار مخاوف من احتمال توجه البلدين نحو صراع شامل آخر .
ويواجه قادة البلدين ضغوطًا شعبية متزايدة لإظهار القوة والسعي للانتقام، وقد يكون الخطاب الحاد والمزاعم المتضاربة ردًا على هذه الضغوط.
نزاعهما على كشمير
لقد تأثرت العلاقة بين البلدين بالصراع والشكوك المتبادلة، لا سيما في نزاعهما على كشمير. فقد خاضا اثنتين من حروبهما الثلاث على منطقة الهيمالايا ، المقسمة بينهما والتي يطالب كل منهما بأحقيته فيها بالكامل.
مع تصاعد التوترات، أجلت الهند آلاف الأشخاص من قرى قرب الحدود المدججة بالسلاح في المنطقة. وقال مسؤولون وسكان اليوم الخميس إن عشرات الآلاف ناموا في الملاجئ طوال الليل.
الهند تطلق طائرات بدون طيار على باكستان
أطلقت الهند عدة طائرات مسيرة إسرائيلية الصنع من طراز هاروب على باكستان خلال الليل وحتى ظهر الخميس، وفقًا للمتحدث باسم الجيش الباكستاني، الفريق أحمد شريف، الذي قال إن 29 طائرة أُسقطت. قُتل مدنيان وجُرح آخر عندما سقطت حطام طائرة مسيرة في إقليم السند.
وأفاد شريف بأن طائرة مسيرة ألحقت أضرارًا بموقع عسكري قرب مدينة لاهور وأصابت أربعة جنود، بينما سقطت أخرى في مدينة راولبندي، القريبة من العاصمة. وصرح للتلفزيون الباكستاني الرسمي: “القوات المسلحة تُحيّدها حاليًا”.
وفي لاهور، قال مسؤول الشرطة المحلية محمد رضوان إن طائرة بدون طيار أسقطت بالقرب من مطار والتون، وهو مطار في منطقة سكنية تبعد نحو 25 كيلومترا (16 ميلا) عن الحدود مع الهند والتي تضم أيضا منشآت عسكرية.
وقالت وزارة الدفاع الهندية إن قواتها المسلحة “استهدفت رادارات وأنظمة الدفاع الجوي” في عدة أماكن في باكستان، بما في ذلك لاهور.
انقطاع التيار الكهربائي في منطقة جورداسبور
في غضون ذلك، اتهمت نيودلهي باكستان بمحاولة “استهداف عدد من الأهداف العسكرية” بالصواريخ والطائرات المسيرة على طول خط السيطرة الفاصل بين كشمير والمناطق الأخرى على طول الحدود بينهما.
وأضافت: “يجري حاليًا انتشال حطام هذه الهجمات من عدد من المواقع”.
في مؤتمر صحفي، رفض وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار يوم الخميس ادعاء الهند بأن إسلام آباد نفذت أي هجوم في البنجاب الهندي. وقال: “هذه الاتهامات محاولة لإثارة المشاعر المعادية لباكستان بين سكان البنجاب السيخ في الهند”.
وقال شريف، الذي كان يجلس إلى جانب دار المتحدث العسكري، إن باكستان أسقطت 29 طائرة هندية بدون طيار بعد أن انتهكت مجالها الجوي.
صرح وزير الإعلام الباكستاني عطا الله تارار للبرلمان بأن باكستان لم ترد حتى الآن على الهجمات الصاروخية الهندية، ولكن سيكون هناك رد.
وفي وقت لاحق من يوم الخميس، أمرت السلطات الهندية بقطع التيار الكهربائي ليلاً في منطقة جورداسبور في البنجاب، المحاذية لباكستان.
