تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية هو تصنيف شكلي ومؤقت يتوقف بتوقف العمليات في البحر الأحمر ضد السفن التجارية، وهي لا شك ستتوقف، وبالتالي هذا التصنيف
لن يفيد قضية اليمنيين مع مليشيات الدجل والتزييف.
إن ما يفعله الحوثيون في البحر الأحمر هو -بلا شك- بضوء أخضر من أمريكا، فلو لم تكن أمريكا راضية عن أفعالهم، هل كان الحوثيون سيفعلون ذلك، وهم يعلمون أن أقل ضرر يمكن أن تُلحقه أمريكا بهم هو منع وصول السلاح من إيران إليهم بالتقطع له في البحر الأحمر ومصادرته، فهل الحوثيون يمكن أن يضحوا بالسلاح الذي هو مصدر قوتهم الوحيد من أجل أهل غزة، أفلا تعقلون؟!!
لقد نجح الغرب في صناعة حكام للعرب من أبناء جلدتهم يحملون أسماء عربية، وقلوبا غربية، مهمتهم، المحافظة على الحدود، وقهر الشعوب، وسلبهم الحرية، وإشغالهم في توفير اللقمة، وإبعادهم عن عوامل النهضة، ومنعهم من امتلاك القوة، فكانت الحصيلة النهائية ما نراه اليوم من الإبادة الجماعية للمسلمين في غزة،
بينما الشعوب العربية تقف متفرجة متحسرة، لا حول لها ولا قوة!!
الرئيس البرازيلي يطرد السفير الإسرائيلي احتجاجا على ما يحصل من جرائم في غزة، وهو بهذا العمل يوجه الصفعة الثانية لوجه الحاكم العربي بعد الصفعة الأولى التي وجهها رئيس جنوب أفريقيا،
ولكن لأن الحاكم العربي قد فقد حتى إنسانيته لم تعد اللطمات في وجهه تثير فيه الإحساس بالغضب والغيرة، وقد صدق فيهم قول القائل:
قوم إذا صُفِع النّعال بخدهم
صاح النعال بأي ذنب أصفَع!!
كما أن تناول أي منتج غذائي أو دوائي منتهي الصلاحية يضر بالجسم أضرارا بالغة قد تؤدي إلى التسمم والهلكة، كذلك الحاكم الذي يبقى في السلطة بعد انتهاء مدة صلاحيته المحددة في الدستور، يضر بالوطن أضرارا بالغة قد تؤدي في النهاية إلى الحرب الأهلية!!
عندما سمعتُ النتن ياهو يقول: إن حكومته اتخذت قرارا بالإجماع بعدم السماح بإقامة دولة فلسطينية،
وأن إسرائيل ستواصل القتال في غزة حتى إنهاء حماس والمقاومة،
قلت: لعل هذا الإجماع والاستكبار والإصرار على مواصلة القتال،
يكون فيه نهاية الاحتلال،
وحصول الاستقلال،
وما ذلك بمحال على الكبير المتعال!
نقول للصهيوني نتنياهو المُصر على إنهاء حماس ولمن ينتظر زوال حماس: إن الجيل الذي زرعته يد الرحمن، لن تحصده يد الطغيان!
ختاما.
إن أول خطوة للأمة في طريق النهضة واستعادة الكرامة والعزة،
هو التخلص من حكام الجور،
وصناع الضعف، وحراس التخلف!!
دمتم عليه وحده مصلين