
الكتاب “التاريخ الإجرامي للجنس البشري”
المؤلف: كولين ويلسون
(كولن هنري ولسون (26 يونيو 1931م – 5 ديسمبر 2013م) كاتب إنجليزي ولد في ليسستر في إنجلترا)
النشر: 1984م
نال الكتاب استحسانًا في وسائل الإعلام البريطانية، حيث وصفته مجلة “تايم أوت” بأنه “عمل ضخم، قابل للقراءة بشغف، ومليء بالمعلومات القيمة”، واعتبرته “كيركوس” “مصدرًا هائلًا لمحبي الجريمة وتحديًا لبعض الأفكار الإجرامية الدقيقة في عصرنا”
الفكرة الرئيسية
يقدم كولين ويلسون في هذا الكتاب نظرة شاملة على تطور العنف والجريمة عبر التاريخ البشري، من العصور البدائية حتى العصر الحديث. يرى أن نفس الصفات التي تجعل الإنسان مبدعًا وفضوليًا قد تدفعه أيضًا إلى ارتكاب جرائم فظيعة. يستعرض الكتاب كيف أن الثورة الصناعية ساهمت في ظهور جرائم بلا دوافع مادية واضحة، مما يعكس تعقيد النفس البشرية وتطورها.
المحاور الرئيسية للكتاب
- العنف عبر العصور
يستعرض ويلسون تاريخ العنف البشري، من السادية الدموية للآشوريين القدماء إلى المجازر التي ارتكبها جنكيز خان وتيمورلنك، وصولًا إلى الإبادات الجماعية في القرن العشرين على يد ستالين وهتلر. كما يتناول جرائم العصر الحديث، مثل الجرائم الجنسية وجرائم القتل الجماعي، ويضعها في سياق التحولات النفسية والاجتماعية للمجتمعات الحديثة.
- التحليل النفسي للجريمة
يُعرف ويلسون مفهوم “الرجل الصحيح” (Right Man)، وهو شخص مهووس بصورته الذاتية وتقديره لذاته، وغالبًا ما يكون غير قادر على التعامل مع النقد أو الفشل. يرى أن مثل هؤلاء الأشخاص قد يتحولون إلى مجرمين نتيجة لصراعاتهم الداخلية ورغبتهم في السيطرة.
- الجريمة كخيار
يشدد الكتاب على أن الجريمة ليست نتيجة حتمية للظروف، بل هي خيار يتخذه الفرد. يُبرز كيف أن بعض الأشخاص يشعرون بأنهم مستحقون لشيء ما، وعندما لا يحصلون عليه، يلجؤون إلى العنف كوسيلة لتحقيق أهدافهم. كما يناقش تأثير العوامل البيئية والاجتماعية في تشكيل السلوك الإجرامي.
- التحضر والعنف
يتناول ويلسون كيف أن التحضر، رغم أنه يُفترض أن يقلل من العنف، قد يؤدي في بعض الأحيان إلى زيادة الجرائم. يشير إلى أن الحياة في المدن المزدحمة والضغوط الاجتماعية قد تدفع الأفراد إلى ارتكاب جرائم بدم بارد، حيث تصبح العلاقات الإنسانية أكثر تجريدًا وأقل تعاطفًا.
أهمية الكتاب
يُعتبر “تاريخ إجرامي للبشرية” مرجعًا هامًا لفهم تطور الجريمة والعنف في السياق التاريخي والاجتماعي. يجمع بين السرد التاريخي والتحليل النفسي والفلسفي، مما يجعله قراءة مثيرة للتفكير لكل من يهتم بفهم الطبيعة البشرية وتعقيداتها.
الاستقبال النقدي
نال الكتاب استحسانًا في وسائل الإعلام البريطانية، حيث وصفته مجلة “تايم أوت” بأنه “عمل ضخم، قابل للقراءة بشغف، ومليء بالمعلومات القيمة”، واعتبرته “كيركوس” “مصدرًا هائلًا لمحبي الجريمة وتحديًا لبعض الأفكار الإجرامية الدقيقة في عصرنا”.