يسري الخطيب يكتب: التخنّثُ الفقهي وأصحاب اللِّحَى البلاستيك

1- ما من طاغيةٍ أو فاسدٍ يموت؛ إلا خرج علينا فريق المطبطباتية، والحِـنـيّة الكيوت، وجحافل المنافقين، وأصحاب اللّحَى البلاستيك (وما أكثرهم على الفيس) بنفس الكلمات التي لا تتغير: (لا تسبّوه، ربما يكون قد تاب قبل موته) والطريف أنهم لا يقولون ذلك إلا في موت الفاسدين والطغاة فقط، وهم الذين يسبون ويكـفّـرون رجال الإسلام في حياتهم ومماتهم، لمجرد اختلاف الأيديولوجيات ولعبة النفاق والسياسة.
2- يقول ابن كثير، عن ابن عباس (رضي الله عنه) في تفسير آية : (لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا)
لا يحب الله أن يدعو أحد على أحد، إلا أن يكون مظلوما، فإنه قد أرخص له أن يدعو على من ظلمه، وذلك قوله: (إلا من ظُلِم)
3- أما حديث (اذكروا محاسن موتاكم) الذي يصدّعونا به بعد هلاك كل ظالم وطاغية، فهو حديث ضعيف، و”محاسن” تلك خالة هؤلاء جميعا…
قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث غريب، سمعت محمدًا – يعني البخاري رحمه الله – يقول: عمران بن أنس المكي منكر الحديث، والحديث حكمَ عليه الشيخ الألباني (رحمه الله) بالضعف.. وقال الشيخ الحويني: (حديث ضعيف)
والله أعلم.
4- تقول القاعدة الإسلامية الذهبية: (ما تطـرّق إليه الاحتمال؛ سقط به الاستدلال)
لو أحدهم قال لي: ربما تاب (فلان) وعاد إلى الله قبل موته، سأقولُ له: وربما كـفـرَ والدك وارتدّ قبل موته…
5- لقد فرحَ المسلمون بموت الحجاج بن يوسف الثقفي، ونقلت لنا كتب التاريخ سجود الحسن البصري، وعمر بن عبد العزيز، شكرًا لله على موته، ولما أُخبِرَ إبراهيم النخعي بموته بكى من الفرح، ولما بُشِّرَ “طاووس” بموته فرحَ وتلا قول الله تعالى: {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} 45 الأنعام.
(طاووس بن كيسان اليماني، فقيه، وراوي حديث، وتابعي من كبار فقهاء التابعين، كان من تلاميذ ابن عباس، وعُرف بتقشّفه في العيش، وجرأته في وعظ الخلفاء والولاة)
6- جاء في الصحيحين، عن أنس بن مالك رضي الله عنهما، قال: مَرُّوا بجَنَازَةٍ، فأَثْنَوْا عليها خيراً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وَجَبَتْ» ثم مَرُّوا بأخرى، فأَثْنَوْا عليها شراً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وَجَبَتْ»، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ما وَجَبَتْ؟ فقال: (هذا أَثْنَيْتُمْ عليه خيراً، فوَجَبَتْ له الجنة، وهذا أَثْنَيْتُم عليه شراً، فوَجَبَتْ له النار، أنتم شُهَدَاءُ الله في الأرض)
7- معظم المصريين يعانون من مرض السَّهْـوَكة الفقهية (التخنّث الفقهي)، ويكيلون بمكيالين متناقضين، والعامة في مصر ينطقونها بتلقائية، ومن دون خجل: (مُحن شرعي!)